الشوك والقرنفل (ص 119)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 119)
- المحتوى
-
أما على مستوى الصدامات مع قوات الاحتلال في المظاهرات التي تندلع بين
الحين والحين الآخر إزاء كل تطور. يطرأ على الساحة الفلسطينية» فلم يكن من الصعب
التعاطي معه فمن ترعرع في مخيم الشاطئ وعاش بين أحداث المقاومة المسلحة في
قطاع غزة يجد مثل هذه الأحداث بسيطة وسهلة مقارنة مع ما رأى وشاهد.
كل البيوت في بلدة بيرزيت استؤجرت من قبل الطلاب القدامى فلم يجد متسعاً له
هناك لذا اضطر أن يستأجر هو وعدد آخر من الشبان في رام اللهء لذا كان عليهم يومياً
السفر من رام الله إلى بيرزيت سفراً ليس طويلاً وكلفته محدودةء ولكنه يجعل الواحد
مضطراً لقضاء طيلة الوقت بعيدا عن غرفة دراسته وراحته وطعامه في انتظار
المحاضرات التالية.
في هذا البيت اكتشف محمد عدداً من التناقضات والأمور التي لم تناسبه حيث أنه
الوحيد الملتزم إسلاميا من بين الشبان الستة الذين سكنوا معه في نفس الدارء وبعضهم
كانت له توجهات فكرية متناقضة فأحدهم كان ماركسيا يعلن ذلك صراحة ودون ترددء
وقد كان هذا التيار في الجامعة يكاد يكون التيار الأبرز في حينها لذا لم يتورع هذا الشاب
عن التهكم على محمد وعبادته ودينه؛ الأمر الذي كان يُدخل البيت في كثير من الأحيان
إلى وضع من التوتر والقطيعة. ٍ
شاب آخر كان غير متفرغ للدراسة مطلقا فكل همه أن يتحدث عن الفتيات
وجمالهن وعلاقاتهن وتجاوزاتهن» وعن بطولاته هو في هذا الميدان» يمكث الساعات
ليكتب رسائل الغرام؛ ثلاث أو أربع رسائل في نفس الوقت لثلاث أو اربع فتيات مختلفات
ثم يبدأ يقرأ تلك الرسائل بصوت مرتفع ليسمع كل من في الدار غير آبه أو غير منتبه
لأخطائه التي لا تحصى في الصياغة والنحو وغير آبه بمن حوله ممن يدرسون ويرجونه
الكف عن ذلك.
أوطباعنا المادية كانت قد تعسنت كثيرا لذا قلم تكن هناك مشكلة الدى محمد مسن
الناحية المالية والمصرفات لكنه كان يحاول الاقتصاد ما أمكنه ذلك ليوفر على البيت ولكن
ذلك لم يمنعه في كثير من الأحيان من الذهاب إلى مطعم الجامعة ليتناول طعام الغداءء:
هناك في الأيام التي يكون فيها مضطراً للدؤام شبه الكامل على مدار اليوم في الجامعة
انتظاراً للمحاضرات. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 250 (34 views)