الشوك والقرنفل (ص 127)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 127)

المحتوى

وهو لا يريد أن يثقل على العائلة» زيادة على أن وجوده في غزة يمكنه من العمل
أحياناً لكسب بعض النقود التي يمكن أن تخفف مما سيكلفة للعائلة» وبالفعل فقد توجه إلى
مبنى مدرسة الأزهر حيث سجل للدارسة في الجامعة الإسلامية وقد تم قبوله فيها (لغة
عربية).
حين عاد بالخبر أخبرني به أولاً وأخرج من جيبه باقي المبلغ ليعطيني إياه لأعيده
لأمي فهو خجل منهاء ولكني رفضت أخذه منه قائلاً: مالي ومالك وماذا أدخلني بينك وبين
الحكومة اذهب إليها بنفسك وتدبر معها الأمر فقال تعال: وخرجت أمامه إلى المطبخ حيث
تعد أمي الطعام قائلاً لها: باركي لإبراهيم فقد تم قبوله في الجامعة الإسلامية/ كلية اللغة
العربية» التفتت إليه أمي وقبل أن تتفوه بأي كلمة قال: الله يبارك فيك. هذا ما زاد من
الفلوس» فامتلأت عيون أمي بالإكبار والتقديرء تناولت النقود منه ثم أعادت له منها خمسة
دنائير قائلة: اصرفها أو تصرف فيها فهي تلزمك الآن حاول الرفض فأرغمته على
أخذهاء فأخذها والحياء يكاد يقتله ويردد (الله يخليك إلنا يا مرت عميء الله يكثر خيرك).
الجامعة الإسلامية في هذا الوقت لم تكن أكثر من طموح. وبعض الطلبة الذين
اضطرتهم الحاجة للدارسة فيهاء حيث أن فرصهم الأخرى معدومة. في مدرسة معهد
الأزهر الديني الواقع على شارع الثلاثيني في غزة بعد أن تنتهي فترة الدراسة الصباحية
لطلاب المعهد الديني وينصرفوا إلى بيوتهم يأتي طلاب الجامعة الإسلامية» حوالي
عشرين طالباً أنهوا دراستهم للعام الأول في كليتي الشريعة وأصول الدين؛ وعشرات
محدودة من الطلبة الجدد في كليات الشريعة وأصول الدين واللغة العربية.
تدخل كل مجموعة إلى أحد الفصول في المعهدء ويدخل إليهم أحد مشايخ المعهد
ليدرسهم إحدى مواد تخصصهم. يخرج الشيخ الأول ليدخل الشيخ الثانيء وهكذا أربع أو
خمس محاضرات متتالية تماما كما في المدرسة الثانوية من دون أي تغيير ملموس.
إلى هذه الأجواء الدراسية دخل إبراهيم دون أي شعور بأن هناك جامعة أو حياة
جامعية مثل تلك التي سمع عنها من محمود عن الحياة الجامعية في مصرء أو مما سمع
من محمد عن الحياة في بيرزيتء ولكنه يدرك أن ليس من حقه الاثقال على العائلة بقرش
واحد وإباء نفسه كان يمنعه من أن يسلك غير هذا الطريق.

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set