الشوك والقرنفل (ص 145)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 145)
- المحتوى
-
كان أحد حراس المسجد الأقصى قد رأى مستوى التنظيم والاستعداد لدينا
فهمس في أذن إبراهيم بأنه يوجد مئات المواسير الحديدية مما تستخدم لصنع سقالات
البناء»ء خذوها واستخدموها إن لزمت.
حين أشرقت الشمس كانت حافلة أخرى قد وصلت من طلاب الجامعة فأصبحنا
نزيد عن المائة مسلح كل واحد منا بماسورة حديدية أفضل بمئات المرات من الأذرع
وحدها أو من الحجارة وأخذ الجميع مواقعهم» وبدأ الناس يندفعون من جديد للمسجد. بين
الحين وألآخر كانت تصل إشاعة بأنهم سيهاجمون من باب المغاربة فيندفع الناس
بمجموعهم للباب» ويظل طلاب الجامعة كل في مكانه انتبهنا أن هناك مجموعة كبيرة من
الشبان والرجال أكثر نظاما من عموم الناسء وقد انتبهوا هم كذلك لنا ويبدو أنهم شخصوا
أن إبراهيم هو قائدناء فتوجه إليه بعضهم يتعرفون علية وعرفوه على أنفسهم فهم من
الشباب المتدينين من أهلنا في الأراضي المحتلة عام ١1544 من المثلث وخاصة من بلدة
أم الفحمة على الفور 'اتضموا لنا وأصبحوا من قرقتنا ومجموعاتنا: ان أكثر ما يميه
طيبة قلب غير عادية واستعداد خيالي للتضحية والفداء وسرعان ما تجد أحدهم قد أطلق
لنفسه العنان للنشيد أو الغناء أو المواويل بمعان غاية في السمو والعفاف حول فداء
الأقصى بالروح والدم؛ فلا نتمكن من حبس دموع عيوننا تنهمر على وجوهناء وتشتد
قبضات أيدينا على المواسير التي بأيدينا.
مر اليوم الذي حدده أمناء الهيكل دون أن يجرؤوا على الاقتراب من المسجد
الأقصى وبقينا يوم آخر زيادة في الطمأنينة» وحين تأكدنا من زوال الخطظر وبعد أن
صلينا الظهر في المسجد الأقصى جلسنا في حلقة وسط صحن المسجد وجلس الشيخ
يونس يحدثنا عن هذه السرية التي خرجنا فيها معا في سبيل الله وسبيل أقصاناء والتي لم
يكتب الله لنا فيها لقاء العدوء ولم ينل أحدنا فيها الشهادة» ثم أخذ يدعو بدعوات يسأل الله
فيها أن يحمي لنا أقصانا من كيدهم وأن ينلنا الشهادة وفضل الجهاد في ساحته؛ وأطال في
دعواته تلك ونحن نردد خلفه آمين آمين» وقد تفجرت عيون الجميع بالبكاء وعلا النحيب
ثم انطلقت بنا الحافلة عائدين إلى غزة والصمت يطبق علينا طيلة الطريق.
رحلتنا إلى المسجد الأقصى ولقاونا بأهلنا من عرب الداخل ذكرنا بشطر آخر
من شعبنا الممزق في أنحاء شتىء؛ كانت تلك المرة الأولى التي احتك بنا الناس من عرب
الداخل وقد كنت أسمع من قبل القليل عنهم ولكنهم في هذا اللقاء عرفتهم فوجدت أنهم
سرعان ما اقتحموا علي قلبي وتربعوا في سويداته لجميل خصالهم وطيبة قلوبهم وخفة
روحهم: - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 4155 (7 views)