الشوك والقرنفل (ص 164)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 164)
المحتوى
سرنا على الأقدام عائدين إلى البيت ومن بعيد كانت إحدى سيارات الجيب
العسكرية تقف ترقب الطلبة الخارجين من الجامعة» نظر إبراهيم نحوهم وقال: من كان
يصدق أن غزة سيصبح بها جامعة بحق وحقيقة كما هي الآن؟ هل تذكر يا أحمد حين
قررت التسجيل في الجامعة الإسلامية ماذا كان رد أمك؟ هززت رأسي بالإيجاب. توقفت
على الجانب الآخر من الطريق سيارة فيها عدد من نشطاء الكتلة الإسلامية أصدقاء
إبراهيم» ونادوا عليه ذهب تحدثوا بيضع كلمات ثم عاد إلي وناولني كتبه قائلاً: خذها
معك؛ سأذهب مع الشباب في مشوار وقد أتأخر فطمئن الحكومة.
ابتسمت وتناولت حافظة أوراقه وكتبه وانطلقت أفكر في حكومتنا أي (أمي) وفي
طريقة تعاملها مع إبراهيم وحبها له وحبه لهاء وبدأت الصورة والذكريات تداعب خيالي؛
انتبهت على صوت بوق إحدى السيارات وقد كادت تصدمني حين تجاوزت طريقاً رئيسياً
ذوق أن. أنقبه مع المفاجأة سقطت الكتب من يدي وتناثرت» انحنيت لأجمعها تحت ضوء
المصباح الكهربائي على العامود الكهربائي عند زاوية الشارع» اختلطت كتبي وكراساتي
وأوراقي بكتب وكراسات وأوراق إيراهيم» فحاولت أن أتركز لأموؤها واعيد كلا متها
لمكانه.
استدعت انتباهي ورقة؛ ميزتها أنها من أوراق إبراهيم وبينما كنت أضعها بين
أوراقه وقع نظري على سطر العنوان فيها...تقرير حول تحركات وممارسات 'حسن
الصالح" لم أتمكن من مقاومة الفضول للاطلاع على ما فيهاء جمعت باقي الأوراق
بسرعة» وأجزت لنفسي أن أقرأ ما كتب في ذلك التقرير الاستخباري المحكم الذي يحمله
إبراهيم والموقع بأخوكم ‎)١(‏ إذا فالأمور لدى إبراهيم وجماعته أكبر من العمل الطلابي»
والتنافس الحزبي؛ والصلوات في المسجد.
تأخر إبراهيم في تلك الليلة بصورة ملفتة للنظرء ‎٠‏ قلقت أمي فطمأنتها بلسانه
فقالت: : قلبي يحدثني أن إبراهيم قد دخل طريقا شائكاً وأخشى عواقبه؛ طمأنتها ياأمي
إبراهيم واع وكبير ولا تخافي عليه» وماذا يمكن أن يفعل؟ وما الخطر الذي سيكون عليه؟
قالت: قلبي يحدثني بذلك» قلت: لا تصدقي قلبك» هذا من الشيطان يحاول أن يقلقك؛ قالت:
قلب الأم لا يخطئ يا أحمدء نظرت إليها فإذا الدموع تترقرق في عينهاء وكأنها أدركت
استغرابيء فقالت: إنه ابني مثلك تماماء ألم أربه منذ طفولته.
52
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 3483 (8 views)