الشوك والقرنفل (ص 168)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 168)
المحتوى
بعد عدة أيام دخلت الجامعة وبدا من النظرة الأولى أن الحرب ستشتعل هذا اليوم
مجموعة من الناشطين على رأسهم إبراهيم يحضرون لمواجهاتء بعد تجمع الطلاب؛
بدأت الحجارة تنهال على الدوريات والسيارات العسكرية التي تمر بجوار الجامعة» خلال
نصف ساعة حوصرت الجامعة وبدأت الحافلات العسكرية تحشد مئات الجنود...وبات
واضحا أننا هذه المرة ستلقي من الضرب أضعاف ما كان في المرة السابقة» ولكن لكل
حادث حديثء الآن مواجهة فلنواجه كما يجب.
تلثم الغالبية من الطلاب تجنباً للكاميرات والمناظير التي نصبت فوق بناية مرتفعة
ومقابلة» وبدأت الحجارة تنهال على الجنود الذين يتمترسون وراء سياراتهم ودروعهم
البلاستيكية فيردون بإطلاق النار والغاز المدمع» وكان واضحا أن الطلاب هذه المرة
ينتقمون لما لاقوا قبل أيام» أحضروا مدرعة كبيرة لرش الماء الساخن» تقدمت نحو باب
الجامعة والجنود يستترون وراءها اقتلعت الباب ولم توقفها الحجارة وتقدمت نحونا
فواجهناها بمطر غزير من الحجارة.
الجنود لم يستطيعوا التقدم معها فتراجعت؛ وظل الحال بين كر وفرءمرة
يهاجموننا ومرة نهاجمهم حتى العصرء وإذا بصوت دبابة عسكرية تدق الأرض دقا وتقتلع
الباب الخلفي للجامعة» صرخ أحد الطلاب بمكبر الصوت: إن دبابة اقتحمت الجامعة من
الباب الخلفي!! وإذا بما يزيد عن سبعمائة من الطلاب يستديرون مرة واحدة نحو الدبابة»
بدل أن يفروا من وجهها استداروا نحوها وأقدامهم تسابق الريح» منظر أقرب إلى الجنون؛
كان هناك ما يزيد عن مائة متر بينها وبين جموعنا التي انطلقت نحوهاء كان واضحا
لسائق الدبابة ومن فيها أنهم سيقتلون تحت الجنزير عشراتء ولكنهم كانوا واثقين ن أن هذا
الجمع الذي أصبح فوق الدبابة سوف ينهش لحومهم نهشا.
استدارت الدبابة ثم عادت أدراجها خارجة من الجامعة» وصل الجمع إلى الباب
لذي خلع وبدأوا بإغلاقه بكل ما يقع تحت أيديهم من حجارة :ككل إسعنتية وبراميل
وجذوع شجر...ثم عادت غالبيتهم بعد أن ظل على السور البعض ليراقبوا تحركات
الجنود.
مر الوقت واقترب المغربء؛ وجاء الوجهاء للوساطة» رفضت وساطتهم وانتتعدا
كلاما مؤذياًء ووقفنا ننتظر ونتساءل: ثم ماذا بعد؟ وإيراهيم يحاول إخفاء بسمة عريضة
قطو وجهد دون أن يتجي صلد اليدوء قليلا وإذا بأعبراك عش رات الس ابد مكبدرات
الصوت في كل مساجد مدينة غزة انطلقت في نفس اللحظة تصرخ حي على الجهاد...
جنود الاحتلال يحاصرون أبناءكم وبناتكم في الجامعة اخرجوا لإنقاذهم الله أكبر...الله
أكبر. 2
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 3484 (8 views)