الشوك والقرنفل (ص 169)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 169)
- المحتوى
-
وإذا بالأهالي في كل أحياء المدينة يبدأون بالتجمع؛: وإذا بالجموع تلتحم في
مسيرات ومظاهرات عارمة تنطلق من كل الاتجاهات نحو الجامعةء وإذا بمدينة غزة قد
خرجت كلها عن بكرة أبيها تردد الله أكبر... الله أكبر والموت للاحتلال. حالة الانفلات
الأمني سادت وعلى الفور صدرت الأوامر للقوات التي حاصرت الجامعة بتركها
والانتشار في أنحاء المدينة لضبط الأمن استدارت القوات وتوزعت فإذا أمامها جحافل من
الناس الغاضبة ومن ورائها الآلاف من طلاب وطالبات الجامعة الغاضبين الذين يشعرون
بالعزة...خرج إبراهيم بسيارته من باب الجامعة ورآني فوقف ليأخذني معه.ء وقال لي
لست ذاهبا للبيت ولكني أريد أن آخذ جولة في المدينة لأرى الأوضاع. المدينة عن بكرة
أبيها رجالها ونسائهاء أطفالها وشيوخها في الشوارع؛ إطارات السيارات المشتعلة في كل
مكان المتاريس تغلق الطرق وهناك مجموعات من الجنود المذعورين يدورون حول
أنفسهم لا يدرون ما يجري حولهم.
الابتسامة على وجه إبراهيم كانت عريضة ولا يحاول إخفاءها الآن» قلت له والله
لقد رتبتم الأمور جيدأء واصل الأنتسام قائلاً- الحمد لله الحمد لله الئاس بخير والحمد لله
الناس بخير وقد رأينا جموعاً من آلاف المواطنين والطلاب يتوجهون نحو مبنى السرايا
حيث مقر الحاكم العسكريء يقذفونه بأطنان من الحجارة» والجنود لا يتمكنون من حماية
رؤوسهم وإطلاق النار دون حساب.
جاء عدذ من أصدقاء محمود لزيارته في البيث وكان واضحاً عليهم الاهتمام
جلسوا وبعد قليل أخذت لهم الشاي الذي أعدته زوجة محمودء دخلت أقدمه لهم » فواصلوا
الحديث» كانوا يتحدثون عن أحد شباب (فتح) الذي اعتقل حديثاً والذي كان مسئولاً عن
إحدى المجموعات العسكرية النوعية» وأنه في التحقيق اعترف على كل شيءء تساعل
محمود وكيف؟ فأنا سمعت أنه شاب قوي وعنيد» أجابه أحدهم: صحيح هو قوي وعنيد
ولكنهم أخذوه إلى العصافير واعترف عندهم.
أجزت لنفسي التدخل متسائلا: إلى العصافير؟ وما هي العصافير هذه؟!! فأجاب
هؤلاء مجموعة كبيرة من الجواسيس الذين يساعدون المخابرات في التحقيق حيث
يضعونهم في غرف مثل غرف السجن ويأخذون المعتقل عندهم إذا عجزت المخابرات
عن انتزاع الاعتراف منه هؤلاء الجواسيس يمثلون أنهم سجناء وطنيون في السجن
العادي ويبدأون بمحاولة استدراج ذلك المعتقل للحديث إليهم بما لديه من معلومات.
ف - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 3484 (8 views)