الشوك والقرنفل (ص 172)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 172)
المحتوى
بعد حوالي أسبوع من تلك الليلة قال لي» يا أحمد لا داعي لأن تظل على هذا
البرنامج فخذ راحتك وتصرف كما تريد» استغربت من الأمر ولم أسأله عن الدوافع لذلك.
إحدى الليالي التالية كنت عائدا للبيت في وقت متأخر من الليل» وبينما انحرفت
في طريقي إلى إحدى الطرق الفرعية؛ رأيت سيارة ضابط المخابرات "أبو وديع" واقفة
على جانب الطريق وقد نزل منها بلباسه المدني كعادته يقف إلى جوار حائط المسجد
وبيده شيء يشير به إلى الحائط» انحرفت إلى زقاق فرعي كي لا أصطدم به؛ فيسبب لي
وجع الرأس وانتظرت حتى انصرف. ثم عدت إلى طريقي مارا بالمكان الذي كان أبو
وديع يقف فيه فانتبهت أنه رسم على الجدار إشارات وكتب بعض الأرقام.
حين وصلت إلى البيت ودخلت الغرفة» وجدت إبراهيم يجلس على فراشه»
يقرأ في أحد كتبه الجامعية» أخبرته بما كان فتحضر للخروج ثم نظر إلى الساعة» وقال لو
لم يكن الوقت متأخراً لخرجت لأرى ذلك لكن الحكومة ستفضحني إن خرجت في هذا
الوقت المتأخرء فلننتظر حتى الصباح: عند أذان الفجر انطلقنا للصلاة في المسجد. قبل أن
نصل الجدار المقصود بمسافة حذرني ألا أقف أو أشير للجدار بيدي» ولكن أن أحدثشه
بالكلام دون إشارات» حدثته ونبهته للمكان قبل وصولنا إليه» وقد تمكن من رؤية ذلك
جيدا.
همس بعد أن تجاوزنا المكان: هناك الكثير من هذه الإشارات في أماكن
عديدة» وقد أثارت انتباهي من قبل» وظننت أنها إشارات للبلدية للمجاري أو للكهرباء أو
ما شابه؛ فإذا هي للمخابرات يعني أنها للعملاء» يعني أنها إشارات تحديد مواعيد مقابلات
لعملاء سريين جدا وخطيرين جداء لأنهم لو كانوا محروقين ومعروفين لما لزم هذا الجهد
وهذه الغلبة. صلينا الفجر أثناء عودتنا نظرنا إليها مرة أخرى وحين تجاوزناها تمتم
إيراهيم محدثاً نفسه هذا اليوم هذه للساعة وهذه للمكان» سألته ماذا تقول قال لا شيء ولكن
سنرى.
1 عصر ذلك اليوم أخذني معه بالسيارة وطلب مني إخراج دفتر وقلم وأن أكون
جاهزا لتسجيل بعض الأمورء وبدأ يدور بالسيارة في شوارع المخيم» وكلما مررنا بأحد
الجدران خفف السرعة وقال: انظر. إلى الجدار إلى يمينك. هذه إشارة شبيهة بإشارة الليلة
سجلها في الدفتر ثم إشارة ثانية سجلها في الدفترء وثالثة ورابعة» وخرجنا من المخيم إلى
أحياء أخرى سجل هذه وسجل هذهء جمعنا العشرات من الإشارات. ونزلنا للصلاة في أحد
المساجد حيث أذن المغرب ثم عدنا إلى الدار.
فك
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2958 (9 views)