الشوك والقرنفل (ص 176)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 176)
المحتوى
لم تعد قدماي قادرتين على حمليء فانسبت جالساً على الأرضء جاء الجنود
يضربون ويصرخون ويركلون طالبين مني الوقوفء كان التعب والإرهاق بلغ مني مبلغه؛
فلم أعد أبالي بالضرب والركل» ضربوني وضربوني لأقف فلم أقف بطوع إرادتيء وكلما
مسكوني من أكتافي وأوقفوني عدت إلى الانسياب والجلوسء فعاودوا الضرب وعاودوا
رفعي فعدت إلى الجلوس حتى جاء المحقق وأمرهم بتركي على الأرضء صحيح أنني
دفعت ثمنا باهظاً لجلوسي ولكني أصبحت مرتاحاً للغاية .
دبت الحياة في قسم التحقيق (السلخ) مرة واحدة حيث دخل عشرات المحققين
مرة واحدة فقدرت أن النهار وأن هذا يوم عملهم الجديدء بعد وقت أدخلوني إلى إحدى
الغرف؛ وحين رفعوا الكيس عن رأسي وجدت أمامي حوالي سبعة من المحققين» قبل أن
أفطن إلى هنا حولي تماماً كان أحدهم قد ركل قدمي للثمام» وأحدهم دفعني في صدري
للوراء فانقلبت باتجاه الأرضء وقد التقفوني وأنزلوني إلى الأرض. خرز حديد القيد دخل
في ظهري وهجموا على واحدّ على صدري يخنقني؛ والآخر وقف على بطني وبدأ يدوس
فيه بقدميه» والثالث فصل بين رجلي والرابع بدأ يضغط على خصيتي.
وكلما مرت دقائق من ذلك كله توقفوا معاً وسألني الذي يجلس على صدري
أين حسن؟ فأجبت: لا أدريء فيبدأون من جديدء ثم يتوقفون ويسأل نفس السؤال وأجيب
نفس الإجابة» فيعاودون الكرة من جديد. ثم يتوقف ويسأل: إبراهيم اعترف بما حدث؟
احك أين حسن؟ فأجبت: لا أدريء وهكذا مرات عديدة حتى تأكدوا أني لا أعرف أين هو
فتركوني. ونادوا على الجندي في الخارج ليأخذني؛ أخذني بجوار الجدار فجلستء: حاول
سحبي وضربي ولكني كنت قد حسمت أمري منذ الليلة الماضية.
سمعت صراخ إبراهيم وصراخهم عليه» وهم على ما يبدو يستخدمون نفس
الأساليب» إبراهيم كان ينفي أي علم له بمكان حسنء ولكنه كان يرد عليهم وردودا حادة
ويسب ويشتم عليهم مما دفعهم لزيادة الضغط عليه ولكن في النهاية أخرجوه وأوقفوه إلى
جوار الجدار. بعد أيام أركبوني إحدى السيارات وأنا معصوب العينين مقيد اليدين خلف
الظهر ومقيد الرجلين وانطلقت بنا السيارة حوالي الساعة ثم توقفت وأنزلوني» يسحبونني
وأنا أتعثر كلما مررنا بإحدى الدرجات أو الأبواب» أوقفوني لبعض الوقت بجوار أحد
الجدران ثم سحبوني مسافة صغيرة سمعت صوت باب حديد يفتح ودفعوني لداخل زنزانة
سوداء الجدران وهم يرفعون الكيس عن رأسي.
ا
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2922 (6 views)