الشوك والقرنفل (ص 177)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 177)

المحتوى

جلست في الزنزانة» بعد وقت فتح الباب ودفع شاب آخر للزنزانة وقد رفعوا الكيس
عن رأسه؛ جلس بجواري بعد فترة عرف عن نفسه باسمه وسكنه وأنه في التحقيق منذ
شهرين» أحضروا طعام الغداء والعشاءء وبعد أن تناولنا طعامناء سمعنا صوت ضوضاءء
فتح الباب ودفعوا للغرفة خمسة شبان يلبسون ملابس السجنء الأقمص البنية اللون وهم
يضربونهم بالهراوات والشباب يدافعون ويردون عن أنفسهم؛ جلس الشاب وبدأوا يعرفون
عن أنفسهم وأحكامهم العالية جدا وأنهم في السجن منذ عشر سنوات وأنهم اكتشفوا أحد
العملاء وضربوه بأمواس الحلاقة وجاءت الشرطة وعاقبتهم.
ثم سألوا عن أسمائنا وسبب وجودنا هناء الشاب الذي كان عندي بدأ يتحدث معهم
عن نفسه وقضيته وما يخفي وما يعلن» وهم يطلبون منه خفض صوتهء ويؤكدون له أنهم
سيخرجون هذه المعلومات للثورة خارج السجن ليأخذوا حذرهم, ثم استداروا إلي ليسألوني
عن التفاصيل؛ تذكرت حديث أصدقاء محمود عن العصافيرء وتأكدت أنها مصيدة لمعرفة
ما لدي والحقيقة أنه ليس لدي شيء أصلا لأخفيه.
أجبتهم باقتضاب شديد وهم يسألون ويتفحصون إذا كان لدي أي شيء أخفيه؛ بعد
وقت طويل فتح الباب مرة أخرى ونادى السجان عليّء وضع الكيس على رأسي وسحبني
ثم أدخلني في زنزانة أخرى» كنت متأكداً أنهم الآن يقدمون تقريرهم عني لضابط
التحقيق.
بعد وقت أخذني الشرطي إلى غرفة التحقيق وجدت فيها أحد المحققين الذي قال
لي: إنهم تأكدوا من عدم وجود معلومات لدي أخفيهاء ولكنهم سيحولونني إلى السجن ثلاثة
أشهر إداريء وأن التحقيق معي قد انتهى» أخذني السجان وسار بي مسافة»ء أخذوني
لمخزن الملابس وسلموني الأدوات التي يسلمونها لكل سجين بصورة كاملة» ثم أخذوني
إلى قسم في السجن فيه عدة غرف وفيه عشرات السجناء.
حياة سجن كاملة وطبيعية تماماء استقبلني السجناء بالترحاب والحفاوة وتعرفوا علي
وأدخلوني إحدى الغرفء ورتبوا لي سريري وأغراضي وأعدوا لي الشايء وجهزوا لي
الحمام استحممت وارتحت وتناولت طعامي. وفي المساء جلسوا جميعاً وأنا معهم
لنتعارف؛ احتفلوا بي وأكرموني في نهاية الحفلة جاعني أمير الغرفة وأخبرني أن لا
أتحدث في قضيتي مع أي شخص وغداً سيأتي مسئول التتنظيم؛» ومسئول الأسيق فسي
التنظيم» ؛ ليفهموني كل شيءء وممنوع منعاً قطعيآ أن أتحدث مع غيرهم في هذا الأمر.

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set