الشوك والقرنفل (ص 190)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 190)
- المحتوى
-
الرجال يقولون: هذه أرضنا ولماذا تجرفونها؟ والجنود يطالبونهم بالرجوع ويشهرون
البنادق في وجوههم ويكرر الرجال اعتراضهم فيدفعهم الجنود فيسقط أحدهم (رجل كبير
في السن) فيساعده آخر للقيام وثالث يدافع الجنودء ويتعالى الصراخ وترتفع ودعويكه
يبدأ الجنود بضرب الرجال بالهراوات ومن يسقط على الأرض تتناوله ركلاتهم فيبد
الجمع بالصراخ والتكبير» فيبدأ الجنود بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع:؛ فيتفرق الجمع»
ويبدأ الأولاد برشق الحجارة» ويطلق الجنود النار فوق رؤوس المتظاهرين». تقضم
الأرض وتقطع أشجار الزيتون وتطحن تحت جنازير الجرافات وتطحنها طحناء عبد
الرحيم يرشق الجنود بالحجارة» وإطلاق النار والغاز يتواصل وعمل الجرافات يتواصل
حتى غروب الشمسء» وتنصرف الجرافات والقوات التي تحرسهاء وينصرف غالبية الناس
إلا بعض الرجال والنساء كبار السنء؛ فقد ارتموا على تراب أراضيهم يقبلونه وينثرونه
على رؤوسهم ونحيبهم لا ينقطع.
جاعني إيراهيم قائلة اليوم إن شاء الله ستنحسم موضوع "فايز" وبصورة قاطعة
ونهائية قلت: كيف؟ قال: عليك أن تقوم أنت بدورك فقط وهو مراقبته على مدار ستة
الساعات التالية هذه مفاتيح السيارة عليك الجذر الشديد أن لا ينتبه إليك وأنت تراقبه» لأن
كل الخطة سوف تفسد أخذت المفاتيح قائلا: لا تقلق للأمرء ذهب وهو يقول: من هذه
اللحظة إلى المراقبة» قلت: على الفور وبدأت أجول بعينيء بحثا عنه بين جموع الطلاب
في ساحة الجامعة» وجدته ولدهشتي وجدت أن إبراهيم قد ذهب ليسير معهء بدأ يتحدث
معه حديث شكليا غير جدي ثم سحبه ذاهبا. إلى مقصف الجامعةء راقبتهما وقد جلسا
حوالي نصف ساعة ثم استأذن إبراهيم منصرفا.
كان فايز يبدو مرتيكا ومحتارا فيما يفعل ثم قام وخرج من المقصف تجول قليلة في
الجامعة ثم انطلق خارجا منهاء أسرعت إلى السيارةٍ وانطلقت بها من ورائه عن بعد كي
لا ينتبه أنني أراقبه» سار في شارع الثلاثين متجها نحو الشرق وهو يلتفت إلى المحال
التجارية من حوله متفحصا شيئا ماء ثم دخل أحد المحال أسرعت مسرعا بالسيارة لأمر
من أمام المحل لأرى ما يفعله بالداخل فرأيته يتحدث مع صاحب المحل وكأنه يستأذنه في
استخدام جهاز التلفون» وقد أذن له فرفع السماعة واتصل بها مكالمة صغيرة» ثم شكر
الرجل وخرج. 1
كنت في انتظاره عن بعدء أشار لإحدى السيارات المارة فتوقفت فركبها وانطلقت
انطلقت خلفها حتى وصل إلى ميدان فلسطين نزل من السيارة ودار قليلا في الميدان ثم
توجه إلى أحد مواقف السيارات» تحدث مع السائق ثم ركب السيارة التي انطلقت به
خارجا من الميدان» ثم خرجت خارج غزة إلى الشمال عندما اقتربت السيارة من التفرع
الذي كنت قد رأيته عنده يصعد سيارة "أبو وديع' خففت السرعة ثم توقفت ونزل منها
واتجه في ذلك الطريق الفرعي» انطلقت بالسيارة نحو الشمال» ثم استدرت وعدت وهكذا
أروح وأرجع في الطريق العام وكلما مررت بالطريق الفرعي انظر فيه فأجده لا يزال
متجها فيه نحو الغرب.
لله - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 3355 (8 views)