الشوك والقرنفل (ص 201)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 201)
- المحتوى
-
كانت مكبرات المسجد القريب تصدع بالنشيد: قسماً بالله الجبار لتعودي يا
دار...باسم الدين على فلسطين ليفر الغدار...مشينا الدرب...خضنا الصعب...خطينا
الحدود...مهما الشوك...درب المر لتعودي يا دار...لتعودي يا دار.
مئات الشبان عند كل مفترق طرقء أو عند كل طرف زقاق يتلثمون بكوفيات
أحضروها معهم؛ أو حتى بأقمصتهم» يضعون المتاريس» ويشعلون الإطارات ويصادمون
قوات الاحتلال» عيونهم تذرف الدمع» وأنوفهم تسيل دون انقطاع بفعل الغاز المدمع» فور
سقوطها ليقذفوها مرة أخرى باتجاه جنود الاحتلال الذين قذفوها من قبلء ليذوقوا هم كذلك
طعم الغاز ورائحته؛ يتدافعون بالعشرات ليحملوا أحدهم وقد سقط جريحاً بعد أن أصابته
رصاصة غدر وصوت الرصاص من الجنود كما هي في معركة حقيقية وصراخ
المتظاهرين هذا يحذر ذلك أو ثالث يطلب المساعدة من رابع» وأصوات مكبرات المسجد
تصدع لبث روح الحماس في النفوس.
خرج إبراهيم بسيارته فناديت عليه: أين تأخذ السيارة والطرق كلها مسدودة
بالمتاريس؟ ولن تستطيع المرور!! اذهب ماتوار لق سير على الأقدام» فنظر مبتسماً وقال:
لا تقلق يا أحمد لا تقلق وانطلق واتبعته بنظري لأرى ما يفعل عند أول المتاريسء وما أن
وصل ورآه المتظاهرون والمتمترسون حتى سارعوا يفتحون له الطريق» ويسحبون
الإطارات المشتعلة بقضبان حديدية طويلة معقوفة الرأسء: أعدوها من قبل لهذا الغرض»
فتجاوز الحاجز وتجاوز الحاجز الآخر وكأنه قائد المعركة الأول» ولعله قد كان ذلك.
عند العصر من ذلك اليوم احتشدنا مجموعة من الشبان حوالي ثلاثين» فجاءعت
دورية من الجنود المحتلين» حوالي عشرين جندياء توزعنا على الفور على رؤوس
الأزقة وحين وصولهم إلى مركز الشارع بينناء انهالت عليهم الحجارة كالمطر
المنهمرء وبدأوا بإطلاق النار دون وعي أو إدراك وفي كل اتجاه.
خرج المئات من الأهالي رجالاً وتساءٌ على سماع صوث الرصاص وشارك الجميع
في رجم المحتلين الذين أصابهم السعارء فأطلقوا النار دون حساب» سقط الجرحى واستمر
قذف الحجارة كالمطرء فبدأ الجنود يفرون» بقي جندي لم يتمكن من الفرارء فقد كان يحمل
على ظهره جهاز اللاسلكي الثقيل» يتصل به يطلب النجدة» حاول إطلاق المزيد من النار
فلم يستطعء ولم تعد قدماه قادرتين على حمله؛ فاقيال / ساقطاً على الأرض وهو يستنجد
بأمه (إيما) بالعبرية ومعناه أمي يا أماه. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 1417 (14 views)