الشوك والقرنفل (ص 217)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 217)
- المحتوى
-
أحد هؤلاء العملاء المعروفين كان يعمل مشرفاً إداريا في مستشفى دار الشفاء
حيث أن المستشفى أصلا حكوميء أي تشرف عليه دائرة الصحة في الإدارة المدنية» وقد
حرصوا حينها أن يوظفوا عملاءهم في مثل هذه الأماكن الحساسة.وقد كانت سيرة الرجل
كريهة ومعروفة وعمالته واضحة؛ حيث رفع سماعة الهاتف مرارا لطلب قدوم الحاكم
العسكري أو الجنود لاعتقال شخص مصاب(هذا قبل الانتفاضة). . ,
حين بدأت الانتفاضة حرص هذا العميل على الاختفاء قليلا حيث يكون الجمع
حاشداً وغاضباً. وفي إحدى المرات وقد تجمع حشد هائل قدم عدد من الجرحى لاحظه
أحد الشبان فصرخ مذكرا! الناس بحقيقته» فانهال عليه الجمع بالحجارة ورجموه كإبليس»
ثم انكب عليه الحشد ركلا وضربا بالأحذية والأيدي حتى تورم جسمه؛ ونجا من الناس
بأعجوبة» حين داهمت المكان قوات كبيرة من جيش الاحتلال.
خفت حدة ظهور العملاء المشهورين قليلاً ولكن كلما لاح أحدهم ووقع تحت أيدي
الحشود أذاقته ما عانته سنوات القهر من الاحتلال وعملائه. يبدو أن المخابرات قد بدأت
تلجأ إلى تشغيل أذكى لعملائهاء ولكن تجربة المنتفضين كانت تتطور بالمقابل.
فكثيرا .ما اضبظ أحد العملاع متليساً وهو يسجل أسماع المتظاهرين» أل صنيظ آخر
وهو يصور المنتظمين بكاميرا صغيرة على شكل ولاعة أو ما شابه» أو ضبط آخر وهو
يسجل خطبة الجمعة في أحد المساجد بأحد المسجلات الصغيرة» التي تزود المخابرات
عملاءها بمثله لمثل هذه المهمات. فانهال الحشد على رأس هذا أو ذاك بالنعال» ولأن
قوات الاحتلال بزيها الرسمي وخوذها وأسلحتها كانت تصطدم كلما تحركت بالمتظاهرين
الذين يشلون حركتها وهي في طريقها لأحد الأهداف» حيث أنه كلما ظهرت دورية
هاجمها الشباب وعطلوا تقدمها. فقد بدأت قوات الاحتلال بتطوير أساليب عملهاء فقد ركب
على زجاج السيارات بصورة عامة (أسلاك) شباك حديدي لمنع تحطم الزجاجء حيث يقيه
ذلك الشبك من الحجارة الملقاة عليه» ثم بدأوا يستخدمون القوات الخاصة: وهم جنود
يلبسون الزي المدني مثل أي فلسطيني يسير أحيانا مشيا على الأقدام وأحيانا يتحركون
بسيارات ذات لوحات ترخيص محلية خاصة بهم» أو يصادرونها من أصحابها على
الطرقات» ينطلقون بهذه الصورة أو تلك دون أن يشك بهم أحد وهم يخفون أسلحتهمء فإذا
وصل أحد الملثمين أو الناشطين المتظاهرين سحبوا أسلحتهم وشهروها وهم يلقون القبض
على ذلك الشخصء ثم أخذوا يطلقون النار على الأشخاص المحيطين ممن يتدخلون
لنجدته؛ وتكون قوات عسكرية كبيرة قريبة منهم مثلا في شارع قريب مواز تنطلق
بسرعة إليهم لتؤازرهم وتخلصهم من أيدي وحجارة الحشود التي تسارع إلى المكان أحياناً
أفراد هذه القوات كانوا يقتربون من المتظاهرين أو الملثمين ويطلقون النار عليهم
لإصابتهم؛ وأخيانا بهدف القتل في بداية الأمر. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 1418 (14 views)