الشوك والقرنفل (ص 220)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 220)
- المحتوى
-
بعض هؤلاء كان من الشخصيات المعروفة والمحروقة للنشطاء من القوى المختلفة
وبعضهم كان غير معروفء وكأصحاب تجربة قرر المعتقلون بدء نشاط عمل أمني من
المعتقل حيث يرصدون ويسجلون ويصنعون ويتابعون ويستجوبون...وقد تطورت الأمور
إلى تحقيقات مع بعض هؤلاء العملاء أو المشبوهين وقد أفرط في مرات عديدة في
استخدام العنف والضغط الجسدي الذي أودى أحيانا إلى حالات وفاة غير مقصودة: أو إلى
أضرار جسدية لدى بعض من اخضعوا للتحقيق» ولكن رغم سلبيات هذه الظاهرة فقد
كشفت الكثير من مخططات وبرامج المخابرات لضرب الانتفاضة» وأحياناً لتصفية بعض
النشطاء جسديا. والشيء المهم أن معتقل النقب الذي ضم عشرات الآلاف من المعتقلين
تحول إلى أكاديمية حقيقية دخل إليه أفواج من الشباب» وتخرج منه أفواج كلها تدرس
وتكتسب التجربة وتتبادل الخبرات.
بدأت ظاهرة مطاردة العملاء تمتد إلى شوارع الوطن حيث تشكلت مجموعات من
كافة الفصائل بدأت تطارد المشهورين من هؤلاء العملاء وتعتقلهم أو تخطفهم» تأخذهم إلى
البيارات أو إلى أماكن مهجورة نائية» تخضعهم للتحقيق طيلة أيام أحيانا تستخدم العنف
وأحيانا حتى العنف المفرط» ثم تقوم بعض هذه المجموعات بقتل هؤلاء العملاء وإلقاء
جثثهم على المزابل أو في الميادين العامة» ليتحقق عامل التخويف والردع؛ وأحيانا يؤتى
بأحد العملاء إلى أحد الميادين العامة» حيث يحتشد الناس» يربط إلى أحد أعمدة الكهرباء»
ويجلد أو تقطع يده أو رجله» أو تطلق عليه النار...ازدادت هذه الظاهرة وأصبحت مجال
تنافس بين بعض المجموعات حيث برزت مظاهر مقززة من العنف ومثيرة للاشمئزاز.
لا شك بأن الخطوط الحمراء قد تداخلت في بعض الحالات» فتحت المبالغة في
تفخيم بعض الصغائرء مما أوقع ظلما في هذه القضية أو تلك ولكن بات واضحا أن
ظاهرة العمالة مع الاحتلال قد ضعفت وضربت بصورة واضحة حيث تحقق عامل
الردع؛ فاختفى الكثيرون من العملاء وهربوا إلى الاحتلال؛ أو سافروا إلى الخارج.
ومن شدة الضغط على العملاء وهروب أعداد كبيرة منهم في بعض الحالات مع
عائلاتهم فقد افتتحت مخابرات العدو مركزاً لتجميعهم في قطاع غزة في منطقة تسمى
(الدهينية)» وفي مركز في الضفة الغربية يسمى (مخمه)...في كثير من الحالات لم تكن
قوات الاحتلال تتدخل لحماية عملائها وهم يُقتلون أو يُعذبون»ء حيث أن تدخلها لذلك
يجبرها للدخول إلى وسط التجمعات السكانية مما يعرضها للخطرء حيث ستنهال عليها
الحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات اليدوية التي بدأت تملأ الأزقة» وتتواجد بأيدي
الفتيان في كل مكان؛ وهؤلاء العملاء جُندوا أصلاً لخدمة العدو وليس العكس.
نت - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 2958 (9 views)