الشوك والقرنفل (ص 222)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 222)
- المحتوى
-
أمي حيث لا تتمكن من محاججته. وليس لديها أي دليل على صدق مخاوفها
وهواجسهاء وهو لديه قدرة .عجيبة على التملص وتحويل الحديث إلى عزاح وطبعك حيث
يميع الأمور ويبدأ وجه مريم الذي كان عند بدء حديث أمي مصفراًء يتفصد عرقا من
الانفراج والابتسام حتى ينفجر ضحكها ويهدأ روعها.
أمي كانت مطمئنة من جهة أخي محمود أنه لن يتورط في قضايا خطيرة فهو كبير
ومجرب وعاقل وقد يشارك في بعض الأمورء ولكنه لن يمسك الحجر بيديه» وهي تعرفه
جيداً لذا فقلقها عليه كان قليلاً جداء قلقها على حسن كان أكثر منه على محمود ولكنه
أضعف بعشرات المرات منه على زوج ابنتها إبراهيم» أما علي فيبدو أنها لم تكن قلقة
مطلقاء فهي تعرف أن إقبالي على المشاركة في فعاليات الانتفاضة محدودٌ جداء خاصة
ولتي اليين لى لي النضاء سياسي أو فكري أما أشي سحمد ققد كان يطبيعته هافكاً ومتشقلاً
بعمله في جامعته بيرزيت وتحضيره لرسالة الماجستير.
تعبيرات قلقها كانت بانتظار عودة كل واحد منا إلى البيت ومراقبة مواعيد الخروج
والعودة» خاصة التأخر في الليل» وكانت كثيرا ما تقوم بحملات تفتيش في غرفة محمود
أو غرفة حسن وخاصة لغرفة إبراهيم» حيث تجمع نساءهم الثلاثة وتدخل الغرفة وهن
برفقتها وتبدأ بتفتيش الأدراج والرفوف وتطلب من إحداهن قراءة كل ورقة خشية أن
يكون فيها شيء ممنوع سقط من أحدهمء فيأتي جنود الاحتلال ومخابراته للتفتيش أو
الاعتقال فتعثر على تلك الورقة فيقع المحظور.
لم تعثر في أي مرة على أي شيء وراء إبراهيم؛ فقد كان دقيقاً وينظف كل شيء
وراءه جيدا صيظت وراء محمود أوراقا أحيانا مكل. مسودة بيان اللقيادة: الموحذة» .حين
يعود إلى البيت تجري له (زفة) وتعقد له محكمة عسكرية.
في إحدى المرات رأيتها تُجري تفتيشاً شاملاً وجذرياً في سيارة إبراهيم» وكأنها
عثرت على شيء ماء دخلت مثل قوة اقتحام عليه وهو يتناول طعامه» طردت زوجته من
الغرفة وأغلقت الباب» وكان صوتها يعلو أحياناً بكلام عام يحمل معنى التقريع» ثم يخفت
حين تتحدث عما ضبطته في سيارته: وكان واضحا أنه يحاول استخدام طلريقته المعتادة
بتمييع الموقف بالمزاح والضحك ولكنه غير قادر على النجاح هذه المرةء ويبدو أنها - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 445 (26 views)