الشوك والقرنفل (ص 256)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 256)
- المحتوى
-
من داخل إحدى الخيام عينان ترقبان الاتجاه بكل حذر وإرادة في انتظار الإشارة من
الخارج بإنجاز المهمة. وفي الظلام الدامس يلمع ضوء خفيف جدا مرتين» فتمتد يد
صاحب العينين إلى فمه تغطيه؛ وهو يردد بصوت حالم: الحمد لله الحمد لله.
مع بزوغ الفجر كان جهاد جالسا في فراشه؛ فلم ينم طيلة الليل» وإن تظاهر بالنوم
ولكن عينيه لم تفارقا تلك الساحة» مع انتهاء العد وانطلاق الشبان للساحة لقضاء الحاجة :
وغسل وجوههمء كان الأول ممن وصلوا الساحة» وجالت عيناه تمشطان الساحة» ثم انحنى
يلتقط القطاعة عن الأرضء ويخفيها في ثيابه» وينخرط داخل الجمع في تلك الساحة؛ مع ٠
حلول ظلام المساء ودخول الليل»ء زحف نحو الأسلاك من إحدى النقاط المنزوية» والتي لا
تنكشف جيدا للبرج القريب.
مد يده وأخرج القطاعة من حزامه وقطع السلك الشائك عدة قطعات محدثا فجوة فيه
وانسل منها للخارج؛ وبهدوء وخفة انسل وراءه أربعة آخرون من المعتقلين» ثوان محدودة
وصلت بينهم وبين الحرية» استمروا بالزحف حتى ابتعدوا عن جدار المعتقل» وعند أول
ساتر يقفز الواحد منهم واقفاً على قدميه معانقا أصحابه» منطلقاً إلى الحرية الواسعة.
قبل طلوع الفجر كان ثلاثة من هؤلاء الشبان قد وصلوا أطراف مدينة الخليل '
وعثروا على أحد معارفهم الذي سيرسلهم إلى مكان الاختفاء» ويؤمن بعض الطعام
والشراب والغطاء وتركهم منطلقا ليبحث لهم عن زملائهم الذين اختفوا بعد محاولات
قوات الاحتلال اعتقالهم» ومع المساء كان أولئك الأخوة قد حضروا إلى المكان» مخبأ
أصحابهم وبأيديهم بنادقهم...عانئق أحدهما الآخر بحرارة وعانقوا البنادق بحرارة أشدء
وجلسوا يستعدون للغد.
تواصلت ظاهرة قتل العملاء» أو المشبوهين بالعمالة مع مخابرات الاحتلال» ففي كل
فترة يتم قتل أحدهم وإلقاء جثته أو صلبهاء وأحيانا يتم جلد أحدهم» حيث يصلب في أحد
الميادين و يجلد أو يعدمء
بدأت ترتفع أصوات من المثقفين تدعو إلى إعادة النظر في هذه القضية وتقييمها
ووقفهاء ورغم أن العاملين في ميدان المقاومة من المجاهدين والمقاومين كانوا على قناعة
بصحة استمرارية ذلك» وضرورتها لاعتبارات مبررة» حيث أن من يتعاون مع الاحتلال
يجب قتله أو لاعتبارات مصلحية حيث أن استمرارية المقاومة ونجاحها يعتمد بدرجة
كبيرة على تنظيف المجتمع من العملاء»ء أو بمصطلح أدق فإن نجاح المقاومة
واستمراريتها يعتمد بدرجة كبيرة على اقتلاع عيون المحتل التي يرانا بها من الداخل. - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 4156 (7 views)