الشوك والقرنفل (ص 257)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 257)

المحتوى

جدل كبير ثار في كافة المحافل حول هذه القضية...الطرف المؤيد يطرح
الاعتبارين السابقين أما المعارض فيرى أن هناك مبالغة كبيرة في ذلك» وأنها عملية تأكل
داخلنا ويجب أن تتوقف. ولما كانت هناك أصوات تتعالى بضرورة وقف الانتفاضة» فلم
يكن من السهل التمييز بين هذين الصوتين؛ وبدوا كأنهما نفس الصوتء ويبدو أن البعض
كان يتبنى وجهة النظر في نفس الوقت بوقف الانتفاضةء» ووقف ظاهرة القتل بدعوى
العمالة مع الاحتلال.
كثيراً ما كان مثل هذا الجدل يثور في لقاءات أخي محمود مع أصدقائه التي تجري
في غرفة الضيوف في دارناء وللحق فقد كان هناك إفراط واضح في هذه الظاهرة»
والأخطر في الأمر أنه لم يكن هناك مرجعية وطنية» وحتى لم يكن في الغالب مرجعيات
تنظيمية لإصدار القرار في ذلكء» وظلت القرارات بأيدي مجموعات من الشبان المتحمسين
في الغالب» فون أي .رقابة مق جهات عليا عسؤولةه كما أن أي .رقابة ذات طابع فضضائي
أو قانوني أو حقوقي كانت غاتبة تمامأ عن الأمر...وقد كان بعض العارفين والمطلعين
على الأمور أمثال محمود يطرحون مثل هذه الأفكارء ولكن كان من الواضح أن تطبيق
ذلك أقرب إلى المستحيل» لاعتبارات ذاتية في المقاومة» فصاتلها وخلاياها واختلافاتها
واعتبارات موضوعية في الظروف التي يفرضها الاحتلال» وما يواكب ذلك من اعتقالات
واغتيالات. وتغييب لأصحاب الرأي في السجون أو بالإبعاد» ولكن مما لا شك فيه فقد
كان من الواضح أن الاستمرار في الظاهرة دون ضبط هو خطأ كبيرء ومما لا شك فيه
أن الجهد لم يبذل من المسئولين والمثقفين والقانونيين» في محاولة إيجاد الحل الأمثل لذلك
بالاستمرار المضبوط لعلاج الظاهرة مع أقل درجة ممكنة من عمليات القتل» وباجتناب
الصورة البشعة والمنفرة منه.
اسم عماد أصبج على كل لسان» وصبار رمزاً للبطولة والمقاومة» حتى أن وسَائك
الإعلام الإسرائيلية بدأت تهتم به بصورة خاصة؛ ورئيس الوزراء الإسرائيلي رابين أسماه
(الشبح) وأخذ يضغط على قادته العسكريين والأمنيين» بضرورة جلب رأسه.
بالمقابل فقد بدأت قوات الاحتلال تتخذ إجراءات أمنية جديدة للحفاظ على أمنها
وسلامتهاء تم الإعلان عن منع تجاوز أي سيارة يسوقها عربي لأي سيارة عسكرية
إسرائيلية أو الاقتراب منها بحيث أنها يجب أن تبعد عنها ما لا يقل عن خمسين
مترا...وإذا حاولت السيارات العربية الاقتراب» أو التجاوز شهر عليها السلاح» وأطلق
عليها النارء منعت أي سيارة إسرائيلية من التحرك في قطاع غزة بدون مرافقة عسكرية؛

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set