الشوك والقرنفل (ص 263)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 263)
- المحتوى
-
بعد أيام ينطلق ضابط المخابرات بسيارته الحديثة تنهب الأرض نهباء ومن ورائه
سيارة مسرعة؛ تحاول تجاوزه وفيها عدد من المجاهدين وبنادقهم جاهزة لتصب الجحيم
على رأسه ومع تقدم السيارة الثانية» انفتحت منها نيران ثلاث بنادق رشاشة» جعلت
السيارة ومن فيها كعصف مأكول.
بعد أيام أخرى يكمن المجاهدون لسيارة خاخام المستوطنات الواقعة في الخليل
وحولهاء ومع قدومها يرشونها بالنارء فتنقلب في الوادي فيقتل هو. ويصاب مرافقه»
وينطلق المجاهدون للاختفاء.
تتواصل عمليات المجاهدين في منطقة الخليل والقرى المحيطة بهاء فلا تصل إليهم
معلومات عن وجود هدف للجيش المحتل أو للمستوطنين إلا انطلقوا يكمنون له وراء
الصخور المترامية على جوانب الطرقء» أو بالإسراع بسيارة متجاوزة» تمر علئ بعد
عشرات السنتيمترات منهء فتحوله إلى كتلة من لهب وموت وعذاب. هاجموا العديد.من
سيارات الجيب العسكرية»ء والعديد من سيارات المستوطنين العادية» والعديد من الحافلات
التي تنقل المستوطنين أو الجنود بين مستوطنات المنطقة» ومنها إلى القدس.
في كل يوم عمليات إطلاق نار وقتلى» ولا تمر عدة أيام دون أن يتلقى الاحتلال
ضربة هنا أو ضربة هناك» يضرب في الجنوب فيستنفر قواته للجنوب» ويغلق ويحاصر
ويعتقل» ويفرض حظر التجول» فتأتيه الضربة في الشمالء» فيهب للشمال» فتأتيه في
الشرق أو في الغرب. عشرات عشرات العمليات وعشرات من القتلى وقد انقسم
المجاهدون إلى فرقتين: إحداهما في الخليل والقرى الجنوبية» والثانية في الخليل والقرى
الشمالية» وتأتي الضربات متتالية ومتلاحقة وكل فريق يكمل في عمله» عمل إخوانه في
الفريق الآخر.
هناك في مخيم مرج الزهور في الجنوب اللبناني يستلقي جمال على فراشه؛ ويضع
إحدى رجليه فوق رجله الأخرىء وقد نصبها ورجله تهتز طربا وهو. يستمع للأخبار»
ويضحك ضحكة خفيفة واثقة» ويقول مخاطبا صديقه عبد الرحمن: ألم أقل لك؟ ألم أقل
لك؟ فيسأله عبد الرحمن ماذا قلت يا شيخ جمال؟ فيقول: أتذكر تلك القصة التي حدثتكم بها
على سفح الجبل في صوريف يوم جتنا لزيارتك» وجاء أخوك الأكبرء وأحضر لنا الطعام
وجلس يتحدث معنا؟ أجاب عبد الرحمن:أذكر الموقف بشكل عامء ولكني لا أذكر قصتهء
أو ما ذكرته أنت حينهاء ما هي القصة وماذا قلت؟ قال جمال مبتسماء القصة التي أخبرتك
يومها أنني حين كنت طفلاء واحتل اليهود الخليل عام ١171٠ وبدأوا يتحركون في المدينة
بسهولة, ودون أي معترض» أو دون أي مواجهة؛ أخذت حجرا على الأرض وألقيته على
أحد اليهود وهربت وراء أشجار التفاح.
ف - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 4156 (7 views)