الشوك والقرنفل (ص 281)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 281)

المحتوى

وصلنا الخبر في البيت» كما وصل كل البيوت في ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم
والجميع منا ترقرق الدمع في عينيه؛ إلا إبراهيم الذي تجمدت عيناه وتغيّر وجهه وانتفض
واقفاء كانت أختي مريم تقف على باب الغرفة» وقد ترقرق الدمع في عينيهاء وعلى يديها
ياسر وإلى جوارها تقف إسراء وهي تنظر إلى زوجهاء الذي صرخ بها قائلة: هات
السلاح يا مريم كلماته كانت كالصاعقة فهذه المرة الأولى التي يظهر إبراهيم حقيقة أمره
بهذا الوضوح.ء ناولتني مريم ابنها ياسر وصعدت السلالم سريعة وعادت وبيدها بندقية
كلاشينكوف؛ وبضعة مخازن مليئة بالرصاص وناولتها لإبراهيم»ء وهي تمسح دمعها
بطرف منديلها وتبتسم.
تناول إبراهيم البندقية» وانحنى يقبل رأس إسراء ثم قبل رأس ياسرء ومسح دمعة
أخرى عن وجنة مريم وانطلق خارجا من الذار وقلويا .تدعو له أن يحميه الله وورعاء
ويسدد خطاهء تذكرت حينها أمي وهي تهز سرير إسراء وتردد: هاتي منديلي يا واقفة
على الباب...هاتي منديلي» هاتي لي سلاحي يا واقفة على الباب...هاتي لي سلاحيء ثم
تذكرت صورتها وأنا أحبو إلى جوارها وهي تهز سرير أختي مريم: اوتزدد تفن
الكلمات. وأدركت كم تعني تلك الكلمات التي كنا نرضعها مع حليب أمهاتنا ونحن نسمع
كلمات تنغرس في أعماق نفوسناء وتنجبل مع كريات دمناء تذكرت ذلك وأنا أرى مريم
تلك الريحانة التي كنا نخشى عليها أن تنقصف من نسائم الصباء تمسح دموعها وهي
تفارق فارس أحلامها ورجلها وأبا أبنائهاء قاوله السااح وهي. تمسح الدموع دون أن
ترتجف لها جفن» ودون أن تلفظ كلمة تردد أو خوف أو تحسبء وتأكدت حينها أننا شعب
قوي عظيم لا يمكن أن ينكسر أو يتراجع» أو أن روحاً غريبة لا أدري كنهها تسري في
كيانناء فتبث فينا ذلك الاستعداد الغريب للتضحية والفداء بأغلى ما نملك» ويظل صوت
أمي يتردد في سمعي (هاتي لي سلاحي يا واقفة على الباب. .عاك لي سالاسي» بدا ما
أرتاحي يا مهجة الفؤاد..أبدا ما أرتاحي» لاحمل سلاحي واقتل سفاحي واصنع نجاحي
بدمي والنار...هاتي سلاحيء» هاتي سلاحي يا واقفة على الباب...هاتي سلاحي).
كانت سيارات كبار الضباط ورجال المخابرات والإداريين لقوات الاحتلال في قطاع
غزة قد غيرت طريق دخولها وخروجها إلى غزة:؛ فبدلا من أن تسلك الطريق الوسط من
المدينة نحو الشرق» والذي يمر من وسط الكثافة السكانية واكتظاظ الحركة في قلب
المدينة وشرقهاء بدأت تتحرك نحو الغرب مروراً بشارع النصر حتى مفرق السودانية»
تتجه غرباً إلى طريق البحرء وقد وصلت لإبراهيم معلومات عن تحرك أحد قادة قوات
الاحتلال على هذا الطريق في ساعة محددة من أول الليل بصورة دورية» فقرر استهدافه
كرد أولي وسريع انتقاماً لاستشهاد عماد.
لتك

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set