الشوك والقرنفل (ص 289)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 289)

المحتوى

وكان جيش الاحتلال قد نسي أن حكومته وقعت اتفاقية مع الجانب الفلسطيني قبل
أسابيع معدودة» تقضي ببدء انسحابها من غزة وأريحا كمقدمة لاتفاقات سلام» ويحصد
رصاص جيش الاحتلال أرواح العشراتء كما يتسبب بإصابة المئات ويخيم السواد على
فلسطين التي أثخنتها الجراح والآلام.
وفي نفس الوقت؛ في أحد بيوت قرية يعبد القسام وفي أحد بيوت بلدة قباطية» في
كل واحد من البيتين يلتقي ثلاثة من الشبان» يضعون أيديهم على المصحف ويتعاهدون
ويقسمون إلا يهدأ لهم بال ولا يستقر لهم حال حتى ينتقموا لدم الشهداء في حرم إبراهيم
الخليل» وبعد أيام معدودة تقترب سيارة خاصة من إحدى الحافلات المليئة بالركاب في
مدينة العفولة» داخل الخط الأخضر تصطدم بها بقوة» وحينها تنفجر السيارة انفجاراً هائلاً
يؤدي إلى تحطيم الحافلة» ومقتل خمسة من ركابها وإصابة العشرات منهم وفي المارة»
وإحداث أضر ار بالغة في المكان.
وبع أيام أخرى يقترب شاب يحمل على وسطه حزاماً ناسفاً من موقف للحافلات
في مدينة الخضيرة؛ ويفجر نفسه بين الوقوف» حيث يقتل عددا منهمء ويجرح العشرات
ويحدث أخبراارا يالقة وتتوّل البيانات تؤكد أن هذا جزء من الرد على مجزرة الحرم
الإبراهيمي» وقتل المصلين الساجدين بين يدي الله تعالى» وأن البقية ستأتي.
في مدينة الخليل ينسحب عدد من المجاهدين بعد أن كمنوا لإحدى سيارات
المستوطنين» وأطلقوا عليها النارء ينسحبون للاختفاء في إحدى الشقق في بناية سكنية
كبيرة بمدينة الخليل» وقد كانت قوات الاحتلال ومخابراته في حالة استنفار بعد الضربات
الشديدة والمتلاحقة التي شنها عليها المجاهدون؛ وقد شاهد أحد العملاء المجاهدين وهم
يدخلون البناية خلال لحظات كان مئات الجنود من قوات الاحتلال وعلى رأسهم كبار
القادة والعسكريين والأمنيين يحاصرون البناية وآلاف الجنود ينتشرون في المدينة وبدأت
مكبرات الصوت تنادي طالبة من المجاهدين الخروج من البناية والاستسلام دون جدوى.
طالبت قوات الاحتلال السكان إخلاء البناية» وأثناء خروجهم دققت هوية كل
الخارجين واحتجزت البعض منهم ثم نادت مرة أخرى تطالب المجاهدين في البناية
للخروج دون مجيبء تقدمت قوات راجلة لتقوم بتمشيط البناية» فتحت عليهم نيران رشاش
ثيفة» فعلا صراخ الجنودء وقد أصيب بعضهم وجاء الرد بإطلاق النار المكثف من مئات
فوهات البنادق المصوبة نحو البناية» ثم ساد الصمت.
ثت

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set