الشوك والقرنفل (ص 290)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 290)
- المحتوى
-
انتظرت قوات الاحتلال بعض الوقت ثم تقدمت وحدة أخرى نحو المبنى» ففتحت
عليها النار من جديدء وعلة الصراخ وردوا على النار بنيران جهنمية ثم ساد الصمت»
واستدعت قوات الاحتلال إحدى جرافاتها الضخمة؛ حيث تقدمت نحو البيت للبدء بهدمه,
بعد عملية قصف مكثفء تقدمت الجرافة وبدأت تطحن الجدران» وفجأة وبسرعة البرق
أطل أحد المجاهدين من بين الحطام وهو يصوب بندقيته نحو سائق الجرافة وأطلق النار
على رأسهء فتوقفت الجرافة وقبل أن ينتبه الجنود وقادتهم لما حدث؛ كانت الأرض قد
انشقت وابتلعته.
انفتحت النيران الرشاشة والقذائف الصاروخية على المبنى من جديدء استمر الحصار
وعمليات الكر والفر ثلاثة أيام بلياليهن» وكلما اقتربت قوات الاحتلال من المبنى» انفتحت
عليهم النار من جديدء وفي نهاية الأمر دمروا البناية تدميراً كاملا حيث لم يبق حجر قائم
على حجر آخرء ثم جاءت الجرافات للبحث عن جثث المجاهدين للتأكد من وفاتهم.
عاد إبراهيم إلى غزة في الأيام الأخيرة قبيل تسلم السلطة الرسمي للقطاع حيث
تقلص وجود القوات الإسرائيلية» وباتت غزة شبه خالية من وجود المحتلين وقواتهم
ومؤسساتهم: حيثإأن الوضع الأمني أصبح أكثر استقراراء والخشية في مطاردة قواتهم
ورقابة عملائهم قد انخفضت بصورة كبيرة» وقد استقبلناه في الدار بالأحضان والعيون
الدامعة من الفرحة بعودته سالما.
عند عودة إبراهيم كانت مريم شخصاً آخرء غير مريم التي ودعته؛ وكأنها كانت قد
اختزنت رقتها وعواطفها ومشاعرها لحين عودته» فانفجرت بالبكاء» ولم تعد قدماها قادرة
على حملها فحاولت الاستناد إلى الجدران» ثم انسابت عليه قاعدة على الأرضء أمي
كسرت عزلتها وصمتها وخرجت جارية لاستقبال إبراهيم» تقبله وتتحسس جسده وهو
ينكب على يديها ليقبلها.
ومن هذه الليلة عاودنا الجلوس في غرفة أميء والاجتماع لديها وبصورة طبيعية»
فقد ناقشنا تلك الليلة عودة أخوينا ماجد وخالدء وأين وكيف سنستقبلهما؟ وقد كنا في حرج
من طرح ذلك أمام أمي؛ ولكنها كانت المرة الأولى التي نجتمع فيها بهذه الصورة منذ
جاءنا الخبر كنا في حرج لذا فقد كان حديثنا في ذلك متقطعاء وأحدنا لم يتمكن من قول
فكرة مكتملة وواضحة ابتسمت أمي قائلة: كأنكم تعتقدون أنني لا أريدهما في الدار عندناء
أنا لا مانع لدي من استقبالهما هناء وأن يمكثا معنا على الرحب والسعة» فهما عندي مثل
أي واحد منكمء وهذه الدار واسعة.
كت - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 2958 (9 views)