الشوك والقرنفل (ص 299)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 299)
المحتوى
استدعى أحد مسئولي جهاز الأمن الوقائي إبراهيم لمكتبه ليحاوره في بعض الأمور
التي تتعلق بطبيعة التصرف والسلوك في ظل وجود السلطة الفلسطينية في غزة.
عاد الرجل وكرر عشرات المرات أن الواقع الآن يختلف عنه إبان فترة الاحتلال»
الآن يوجد سلطة فلسطينية وهي صاحبة الصلاحيات» وهي ملتزمة وموقعة على اتفاقيات
عليها شهود دوليون ورقابة دولية ولا يجوز تجاوزهاء ثم يؤكد أنهم يعرفون أن إبراهيم
ناشط وأنه معارض لاتفاقية أوسلوء وأن له آراء حادة تجاهها وتجاه السلطة؛ وهم يعرفون
كل ذلك عنهء وأنه تحت مراقبة الجهازء وفي بؤرة اهتمامه وهم لا يريدون منه أي
حركات أو أفعال تحرج السلطة وتجعلها تبدو كمن خرق الاتفاقيات.
أجابه إبراهيم بأنه لا يخفي حقيقة معارضته لاتفاقية أوسلوء وكل ما نتج عنهاء وأنه
يعتبر ذلك عجزا في قدرة الاستثمار السياسي للأحداث وأنه على قناعة بأن خطراً
استراتيجيا ارتكب بالتوقيع على اتفاقية أوسلوء والخطر في ذلك هو الاعتراف بإسرائيل
مقابل ثمن كانت ستدفعه أصلاً بدون أن تقبض منا أي شيءء فقط كان المطلوب منا
الاستمرار في المقاومة» سيضطر الاحتلال للهروب من مناطقنا دون أي ثمن سوى
الهروب من ضغط المقاومة.
قاطعه الرجل لسنا بصدد الحوار السياسي في صحة التوقيع على الاتفاقية أو عدم
صحته فهذه ليست مهمتيء أنا مهمتي الآن هي أن تفهم أنك يجب ألا تخرج على شرعية
السلطة؛ وألا تدخل السلطة في حرج حين تظهر بأنها غير ملتزمة بتحقيق الأمن وضبط
الأمور في المناطق التي تسيطر عليها.
ابتسم إبراهيم وقال: أرأيت؟ مقابل شيء كانت إسرائيل ستدفعه بصورة تلقائية تحت
وقع المقاومة» مطلوب منا أن ننقسم إلى فريقين: فريق يريد أن يواصل المقاومة» وفريق
يريد أن يوقف المقاومة رركا على الوفاء بالالتزامات والاتفاقيات التي وقع
عليها...قاطعه الرجل قائلاً بعصبية: : الآن ليس هناك فريقان» هنا سلطة هي المسئولة وهي
الشرعية» وهناك مواطنون يجب أن يلتزموا بما تقرره السلطة؛ ؛ لأن فيه المصلحة الوطنية
العليا للشعب الفلسطيني» ويجب على الجميع...قاطعه إبراهيم قائلاً وهو يبتسم: هون
عليك؛ لم العصبية نحن نتحدث ونتحاور ابتسم الرجل قائلا: نعم نعم» ولكنك تعرف أننا
الآن في بداية طريقنا نحو تحقيق أهدافنا الوطنية بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس
الشريف. ويجب علينا أن نحرص على تحقيق هذه الأهداف وألا نتصرف بشكل يُؤثر
علينا في طريقنا لتحقيق هذه الأهداف.
د
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 3484 (8 views)