الشوك والقرنفل (ص 302)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 302)
المحتوى
هناك على الفور بدأ التحقيق معه حول كل شيء عن العملية التي حصلتء وعن
أي تحضيرات أخرى. ساعات بعد ساعات والأيام تلاحقها الليالي» والعذاب ينصب على
رأسه صباً وهو ينكر أي علاقة له بالأمر حرصاً على مرور الوقت حتى يتمكن
الاستشهادي الثاني من تنفيذ العملية.
قبيل موعد العملية للتنفيذ» اعترف للمحققين عن العملية التي تمتء» فخرجوا سعداء
بما حققوا من نصر ونجاح لمسئوليهم؛ ليخبروهم أنهم انتزعوا الاعتراف من مخطط
العملية الاستشهادية.
غابوا قليلاً وإذا بالانفجار الثاني يأتي مدوياء حيث صعد شاب إحدى الحافلات في
القدس(رمات أشكول) وفجر نفسه فيها فقتل خمسة وأصاب مئة وثلاثة» وبينما يتفاخر
المحققون بما حققوا من نجاح في انتزاع الاعتراف من عبد الواحدء فإذا بأجهزة الاتصال
على أحزمتهم تدق» وإذا بالرسالة الإلكترونية تخبرهم عن عملية استشهادية جديدة بنفس
مواصفات العملية السابقة» فخرجوا إلى عبد الواحد ‎٠‏ وقد انهالوا عليه ضرباً وركلاً وهو
يضحك في أعماق قلبه وهم يصرخون: خدعتنا ضحكت عليناء أنت من يقف وراء ذلك!!
وهو يبتسم ويهز رأسه إيجاباً.
مع هذه العمليات في عمق الكيان الصهيونيء: وجد قادته أنفسهم في حرج كبير فهم
بين نارين» نار هذه العمليات التي تضرب عمقهم وتزلزل أركانهم وتهز شعور كل واحد
منهم بالأمن والاستقرارء وبين نار الضعف من اليمينيين المتطرفين لديهم والذين يرفضون
تسليم مزيد من المناطق للسلطة: ولكنهم كانوا على قناعة تامة بأن الحل الوحيد لهذه
العمليات هو الهروب من التجمعات السكنية الفلسطينية» وتسليمها للفلسطينيين الذين
سيكونون الأقدر على وقفها فخرج قادة الكيان يعلنون صراحة أنهم سيواصلون العملية
السلمية» كأن شيئا لم يحدثء أثار ثائرة المتطرفين وأحزاب ومنظمات اليمين» فخرجت
المظاهرات العارمة في القدس وتل أبيب ضد الحكومة وضد تسليم المناطق للسلطة وضد
الرضوخ لما اسماه بالإرهاب الفلسطيني وبرز العديدون من الحاخامات اليهود ورجال
الدين الذين حرموا تسليم الأراضي للفلسطينيين» والتخلي عنها للسلطة وبدأ الغليان يتأجج
كل يوم والحكومة والأجهزة الأمنية تزداد قناعة أن خير شيء للتخلص من كرة الحجر
هذه إلقاؤها في حجر سواهم ليتدبروا أمرها.
ع
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2958 (9 views)