الشوك والقرنفل (ص 307)

غرض

عنوان
الشوك والقرنفل (ص 307)
المحتوى
تقدم المجاهدون الثلاثة وحقائبهم على ظهورهم نحو الغرب؛ متوغلين في الأراضي
المحتلة عام ‎١147‏ مبتعدين عن الشريط الحدوديء سيارة في انتظارهمء أقلتهم إلى إحدى
البيارات الضخمة قرب مدينة أسدودء هناك حفروا ودفنوا الحقائب وعاد اثنان منهما إلى
غزة وظل الثالث يلتف بقطعة كبيرة تحميه من المطر بين الأشجارء أشجار البرتقال
الكثيفة التي انحنت عليه» تلفه بأغصانها وأوراقهاء في حب وحنان لتحميه من عيون
الأعداء, وظل في انتظار وصول الاستشهاديين الذين كانوا سيأتون في الفوج الثاني.
مرة اللوزقت كقيلا أولم يأت أحدء تجاوز الموعد المحدد بكثيرء ومر يوم إضافي ويوم
آخرء وبات واضحاً أن مشكلة طرأتء» وقرر حسان التصرف لإكمال المهمة باجتهاده
الشخصي غادر المكان إلى رام الله حيث اتصل ببعض معارفه باحثاً عن شباب لديهم
الاستعداد للاستشهادء وجد اثنين يتلهفان لذلك ثم توجه إلى (أبو ديس) للبحث عن
مساعدين لجلب الحقائب التي تحمل الأحزمة» ولتوصيل الاستشهاديين إلى الأهداف.
عثر على اثنين معهما سيارتان انطلق مع أحدهما حيث أحضر الحقائب الثلاثة من
البيارة قرب أسدود ونقلاهما إلى رام الله ثم إلى أبو ديسء» مع ساعات الصباح الباكرء
الطلقك من أبن ديس سيارتات: كل بولحدة تعمل أحد الاستشهاديين» وقد وضع الحزام على
وسطه وهو صائم واقسم ألا يذوق طعاماً أو شرابا من الأرضء وان إفطاره بإذن الله
سيكون في جنات النعيم عند سيده المصطفى و
واحدة انطلقت إلى قلب مدينة القدس الغربية حيث ترجل منها بخطى ثابتة نحو الحافلة
رقم(18١)‏ التي تمتلئ بالركاب» صعد إليها وبعد أن انطلقت بعشرات الأمتار» ضغط على
الزر الكهربائي للحزام؛ فدوى الانفجار عالياًء وتحولت الحافلة إلى كتلة من القطع
الحديدية المشتعلة وتناثرت الجثث والأشلاء» حيث قتل العشرات» وسارعت سيارات
الإسعاف وخبراء المتفجرات والشرطة ورجال الأمن إلى مكان الحادث.
وبينما كانوا في شغلهم جاءت الأخبار عن انفجار آخر في إحدى محطات انتظار
الجنود عند مدخل مدينة عسقلان المحتلة» حيث قتل وأصيب العديدون ارتفع صوت الأذان
لصلاة المغرب؛ فسارع حسان إلى الغرفة المجاورة ليوقظ 'رائد" ليتناول طعامه فقد كان
كَنائماً استند رائد جالساً في فراش نومه ينظر إلى حسان الذي بادره القول لقد أنن
المغربء فقم حتى تفطرء ابتسم رائد قائلاً: أنا لن أذوق طعامكم في هذه الأرض.
هو جزء من
الشوك والقرنفل
تاريخ
2004
المنشئ
يحيى السنوار
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2128 (7 views)