الشوك والقرنفل (ص 308)

غرض

عنوان

الشوك والقرنفل (ص 308)

المحتوى

لقد رأيت في المنام أني أصعد إلى حافلة مليئة بالمحتلين وأفجر نفسيء وأقتل كل من
فيهاء ثم رأيت نفسي أصعد في عمود من النور إلى السماءء عاود حسان القول: الطعام
جاهز فهيا نتناول طعامنا فانتهره رائد قائلاً: قلت لك إنني لن أضع في فمي شيئا من هذه
الأرضء ثم قام فتوضأ ثم صليا المغرب.
في ساعات الصباح الباكر انطلق رائد وقد وضع على وسطه الحزام الناسف. بسيارة
كريم التي أوصلت أخاه الأسبوع الفائت إلى قلب القدسء وصلت إلى نفس المكان» ترجل
من السيارة وبخطوات ثابتة تقدم نحو الحافلة رقم (14) استقلهاء وبعد أن انطلقت بعشرات
الأمتار فجر نفسه فيها فقتل جميع ركابها دون استثتاء. كلك وعشرون شخصاء وأصيب
العشرات ممن كانوا بالشارع؛ وارتفعت روح رائد إلى ربهاء وقد تحقق له ما أراده.
وبعد أيام فجر مجاهد من حركة الجهاد الإسلامي نفسه في وسط شارع ديزينكوف
في تل أبيب فقتل ثلاثة عشر شخصاً من المغتصبين. جن جنون حكام الكيان الصهيوني
وساد الرعب في القلوب». وتقلص عدد المتواجدين في الشوارع والمؤسسات 2
والمقاهي وخلت الحافلات من الركاب» ودق بيده على الطاولة مطالبا السلطة بأن تقو
بواجبها والتزاماتها لوقف ما أسماه (بالإرهاب) من مناطق سيطرتهاء فبدأت قوات السلعلة
في حملة اعتقالات واسعة للناشطيين الإسلاميين في مناطقهاء حيث اعتقلت المئات
وأودعتهم غياهب السجون؛, وأخضعت العشرات منهم إلى عمليات تحقيق عنيفة ومرعبة.
جاء أخي ماجد إلى الدار في غير وقت عودته من الدوام في العمل مع ساعات
الظهر سائلاً عن إبراهيم الذي لم يكن في البيت» فهمس ماجد في أذني أن هناك قرارا
باعتقال إبراهيم» وضروري أن يختفي عن الأنظارء وخرج هو ليعود لعمله» وخرجت
أبحث عن إبراهيم لأخبره بالأمر وجدته عند أحد الأصدقاءء فأخبرته بالأمرء وعلى الفور
بدأت الترتيبات لاختفائه عند أحد الأصدقاء غير المعروفين» فأوصلته لبيت ذلك الصديق»
وأخذت سيارته وعدت بها إلى البيت حيث أبلغت مريم وأمي بأنه مطلوبء وأنه اختفى
لدى أحد الأصدقاءء خشية أن تعتقله أجهزة أمن السلطة» حتى تهدأ الأمور.
في المساء اجتمعنا في غرفة أميء حيث دار الحديث كالعادة في آخر موضوعات
الساعة»: العمليات الأخيرة والاعتقالات الواسعة» وما يتردد عن أساليب التحقيق العنيفة
ضد بعض المعتقلين.

هو جزء من

الشوك والقرنفل

تاريخ

2004

المنشئ

يحيى السنوار

مجموعات العناصر

Generated Pages Set