مداخل لصياغة البديل (ص 13)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 13)
- المحتوى
-
تنشئة الشخصيبة البسارية الثورية
بعد الصياح:
استهل حديثي بقصة قصيرة عن ضابط سوفياتي في الحرب العالمية
الثانية كان محاصرا مع عدد من جنوده في موقع ساقط استراتيجيا على تلة في
شبه جزيرة... وقد انقطع هذا الموقع عن المواقع القتالية الاخرى وخطوط الامداد
مقطوعة.. لان اللسان البري الذي يربط الموقع بالبر كان محتلا ومحاصرا من
قبل القوات الالمانية... امكانات الضابط وجنوده وعتادهم محدودة ولا تقوى على
القتال زمنا طويلا ولا أمل لهم بالنصر... فاما الاستسلام واما القتال
الاستشهادي.... وبعد أيام اصبح المناخ النفسي للجنود استسلامي بدعوى ان لا
أمل وان الحفاظ على الحياة يتبح فرص النضال لاحقا بعد الانفكاك من الاسر...
أما ضابط الموقع فأخضع المسألة للنقاش الجماعي وعرض رأيه على النحو
التالي: دعونا نخوض المعركة منطلقين من أمرين... القتال بكل الاحوال أفضل
من الاستسلام من ناحية أخلاقية.. فهو محاولة ومقاومة.. وهو يعني مشاغلة
جزء؛من جحافل الجيش النازي فلا يشئرك في مهاجمة أهداف سوفياتية اخرى...
وكان منطق العقيد ومؤيديه غير مالوف وصعب على الهضم ولكنه في النهاية
فاز..: وتعرض الموقع لهجمات متكررة غير انها أخفقت من احتلال التلة التي
يتحصن فيها الموقع.. وتكبد المهاجمون خسائر متزايدة وصمد المحاصرون فترة
من الوقت الامر الذي دفع القيادة العسكرية السوفياتية لاتخاذ قرار استثنائي لنجدة
:الموقع البطولي... وبالفعل نجح الهجوم المضاد باخلاء الجرحى والأحياء...
طبعا ليس دائما تكون النتيجة سعيدة على هذا النمو: ولكن غرضي من
هذه القصة الحقيقية هو تبيان الامتحان العسير الذي يتعرض له اليسار الفلسطيني
اليوم.. اما ان يتشبث ببرنامجه الوطني ومنطلقائه الديمقراطية ببسالة منقطعة
النظير فينقذ النضال المعاصر ويصون حقوق شعبنا ويمهد التربة لانتصار
مستقبلي بالتعاون مع كل القوى الشريفة والمخلصة للثوابت الفلسطينية مهما كان
حجم التضحيات والمعانيات... وأما ان تتكبد الذورة هزيمة تاريخية ويكتب لها
الاخفاق...
وطبعا ان المرء فينا لا يجهل ان أكثر من ثورة قد انهزمت وكانت مجرد
تمرين لثورات لاحقة نتيجة أسباب موضوعية واحيانا ذاتية... بل ويحضر في
,ا - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed