مداخل لصياغة البديل (ص 16)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 16)
- المحتوى
-
الانتقال من تشكيلة اقتصادية اجتماعية الى تشكيلة اقتصادية اجتماعية تقوم على
المساواة بين المواطنين بدون تمييز جنسي أو عرقي وتكفل حق المعتفد وحرية
المواطن وحقوق الانسان وحقه فى الاختيار... ان مثل هذه الرسالة هي مبرر
وجود اليسار وما تمثله من مبادىء وقيم واأهداقف وهي التي تخلق التوازن
الداخلي لدى اليساري وتدفعه للتفاني والتضحية في سبيل بناء جنة السماء
وملكوتها على الارض.
واليسار ثائر بطبعه لا يستسلم للجلاد والظلم والتخلف ولا يصبر على
القهر والاضطهاد ولا يستكين للاعتداء على كرامة الانسان وعلى حقه المقدس
بالعيش في حرية وكرامة.. فالفرح يصنعه الانسان كما العبودية بالضبط ويرحب
بأي اصلاحات ومكاسب صغيرة طالما لا تمس برنامجه.. فكل عطاء خير ولكنه
لا يكتفي بذلك بل يرتكز عليه لاتمام رسالته التغييرية الشاملة.
ان اليساري لا يعيش بدون رسالة وأهداف فهو أبو الأهداف والرسائل
ولكنها أهداف أرضية تلبي حاجة الانسان فهو لا يقبل العبودية لأي كان.. انه
يسعى للكرامة والحرية وليس للاسترقاق والمذلة... أما المسألة الايمانية بالغيبيات
فنعرج عليها في مكان اخر... وعليه فكل معانياته وعذاباته واستشهاداته. واعزها
أخلاقي» هى كضريبة يدفعها بطيب خاطر من أجل الهدف الانساتي الأسمى...
فمثلا ان الاحتلال الاستيطاني العنصري الجائم على صدر شعبنا قد أثكل امهاتنا
واخواتنا وقتل مناضلينا وشرد شعبنا ونغص حياتنا وسلب أرضنا وصادر البسمة
من على شفاه أطفالنا ويحاول اغتيال مستقبلنا وآمالنا... واليسار بدوره يعمل
وبايمان وكد وروح وثابة لاستئصال هذا الكابوس ومستعد للتضحيات الجسام
للتخلص منه بدون ان ينتظر مكافأة من أحد فهو لا يريد مكافأة سوى ان يرى
شعبنا وامهاتنا وآباءنا وابناءنا وأحفادنا وجيلنا والاجيال المقبلة فجر الحرية وينال
حقوقه واستقر اره... واليساري يجد سعادته في النضال " كما قال ماركس لانه في
غمرة النضال يحصل على الاتساق بين قناعاته ودربه السائر فيه واهدافه...
واليساري الحقيقي ينتمي بعمق لمنهجه وبرنامجه ورسالته وهو دائم
التجدد لا يتحجر ابداء بما ينسجم مع تجدد الحياة وتطوراتها... وكل ما يشيخ من
رؤاه يلقيه جانبا وكل ما تبرهن عليه الحياة يتمثله ويضيفه الى فكره... هذا الفكر
الذي ينطوي فيما ينطوي على كل ما هو ايجابي وتقدمي في موروث البشرية
النظريء فيربط ربطا جدليا بين حقائق الراهن مع جذور الماضي الأصيل وهو
في التحليل الاخير ابن هذا العصر... - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed