مداخل لصياغة البديل (ص 17)

غرض

عنوان
مداخل لصياغة البديل (ص 17)
المحتوى
واليساري الحقيقي لا ينكص للوراء قط ولا يساوم على مبادئه ( فاياكم
مجافية وشدائد صعبة.. فقد يتعرض اليسار للحصار والانحسار لبعض الوقت
غير ان هذا مؤقت.. واريد ان اذكركم بكلمة كتبها كيسنجر في مقالة قرأتها ذ:
السبعينات حينما كان يراس الوفد الامريكي الذي يفاوض الفيتناميين في باريس...
وحينها فرض الامريكان حصارا خانقا على ميناء 'هايفونج' الفيتنامي الذي يشكل
رئة تنفس بحرية وقصفوا القرى وقواعد المقاتلين بالقنابل الفسفورية.. الخ.. ونتج
عن هذه الوحشية دمار رهيب غير ان القيادة الفيتنامية اليسارية لم ترتبك ولم
تحني هاماتها .. فكتب كيسنجر "ان مشكلتنا مع الفيتناميين انهم يؤمنون
بالمستقبل '.. ‎١‏
وهذا حال اليساري فهو لا يستسلم ولا تهتز سيقانه في الزمن الكالح بل
يبقى ملتحما برأيه ريثما يتعدل ميزان القوى والتحامه هذا هو أحد عوامل تحسين
ميزان القوى حتى ولو كان القابض على المبدأ كالقابض على الجمر...
ايها الاصدقاء..: ان خصائص اليسار كثيرة ولكن ما ينبغي الانتباه له ان
اليسار ليس مجرد قاعدة اجتماعية منظمة بل علاوة على ذلك هو رؤيا وبرنامج
شمولي... فهو لا يمثل العمال والشغيلة والمستغلين فقط وانما يمثل الثقافة الثورية
ايضا.. اي الشغيلة والفكر معا.. واليساري اما ان يكون عاملا وشغيلا يحمل فكرا
توريا أو مثقفا ثوريا وبرجوازياينسلخ عن طبقته وينتمي لمعسكر الشغيلة
المضطهدين.. وكيلا ينشأ التباس فالبرجوازيون كأفراد يمكن ان يتحولوا ليساريين
اذ ان في كل طبقة وفئة أوساطا ثورية» أما على المستوى الطبقي فهذا غير ممكن
لأن البرجوازية هي التي تمارس الاستغلال والهيمنة السياسية والثقافية وتلد
المظالم والاغتراب... الخ بما يقف على الضد من البرنامج اليساري... حتى ان
الاحتلال في محصلته العامة هو مشروع رأسمالي... والمنهاج الفكري اليساري
هو منهاج مادي جدلي تاريخي يحلل الواقع كما هو ويشكف تناقضاته وصيرورته
وينظمٌ حركة الجماهير للانقلاب عليه وتبديله باتجاه الحرية الجماعية والفردية..
الحرية التي تستوعب الضرورة والقوانين الموضوعية وتسخرها لخدمة الانسان..
فالحرية اليسارية-علمية من جهة ومقترنة بالموقفٍ الاخلاقي من جهة اخرى..
والرؤية اليسارية تشحن اليساري بطاقة متوقدة جامحة لا تتذبذب ولا تستكين...--
فيندفع بحرارة ثورية تحفزه. دافعية المندأ لاتقان عمله سواء كان طابع العمل
سياسيا ام اقتصاديا ام تفافيا'ام ابداعيا... فذافعية رسالته لا تنطفىء ولا تكل أو
1
تاريخ
1994
المنشئ
أحمد قطامش
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed