مداخل لصياغة البديل (ص 21)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 21)
- المحتوى
-
ولكن ما أهم المخاطر التي تهدد اليساري اليوم؟؟
- خطر الانحياز للهم الشخصي:
فاليسار مقتله هذا الميل» فهو بديل الجماعة واهدافها.. طبعا ليس هناك
خلاف في ان لكل انسان اهتماماته وهمومه الشخصية كالمعلم والعائلة.. الخ.. اما
كعب أخيل "العملاق الضخم الجبار الذي تكمن نقطة ضعفه في كعبه ' في
الاسطورة الاغريقية» فهو حسم التناقض بين الهموم العامة والهموم الخاصة لجهة
الثانية.. اذ ان الأولوية للاهداف الوطنية والانسانية والطبقية وفي الدرجة الثانية
تأتي بقية الاهتمامات... وقد قال عيسى بن مريم في الانجيل "ان اتباعي هم
عائلتي' وكان انصاره يتخلون عن ثرواتهم وأملاكهم واحيانا عائلاتهم ويلحقون
به... وهذا حال ثوار اليسار في لوحتهم العامة.. أما ان يكبر فيهم الهم الشخصي
ويصبح هو المحرك الاساسي لسلوكهم فلا محالة سوف يغرق صاحبه فيه فيعلن
الطلاق علي الهم العام » اي يتساقط... وقد يستبقي بعض القناعات لديه غير ان
هذا قليل الاهمية طالما لم يجري تأطيرها ضمن تيار الجماعة والبرنامج اليساري
الوطني.
؟- خطر افتقار السلاح النقدي:
وهذا معناه تنامي السلبيات والدرنات مثلما يتفشى سوس في ساق شجرة
فيطيح بهاء بينما النقد هو الذي يكفل استفصال السوس وبتره.. فالتكلس والبلادة
والجمود واستشراء الامراض والنواقص كلها تفضي الى الموت... ولدحر هذا
الخطر يتعين النقد والتجديد ومواكبة التطورات...
والنظرية اليسارية هي النظرية النقدية الكبرى التي تنقد كل مجالات الحياة فتهدم
البائد والشائخ وتبني الجديد الفتي.. بل وهي ذاتها تنقد ذاتها فتتخلص من كل
الشوائب التي تعلق بها ومن كل ما تخلف وغدا غير صالح.. الامر الذي ينطبق
بداهة على ممثلي النظرية وحملة لوائها ايضاء
فاليسار لا يحفظ لنفسه الاستمرارية الا ,اذا كان جريئا في نقد ذاته مثل جرأته في
تقد المجتمع.. فكل الفلسفات وكل الخركات التي لم تتجاسر على الاعتراف
بعيوبها غاصت في وحل هذه العيوب وهلكت فيها. - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed