مداخل لصياغة البديل (ص 22)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 22)
- المحتوى
-
؟- خطر اليأس والشك:
لا نأتي بجديد حين الاشارة الى أن المرحلة القادمة قاسية وصعبة في
ضوء ما عصفت بالمنظومة الاشتراكية وهيمنة الامبريالية الامريكية على الحقية
وانهيار النظام الرسمي العربي وضرب العراق والتحاق فريق فلسطيني بالقطار
الامريكي - الاسرائيلي.. ولا نستهدف هنا تقديم تحليل سياسي وانما أردنا فقط
التدليل على صعوبة المرحلة وحسب. . وهذا لا يخيفنا إذ عرف التاريخ لحظات
إرتدادية من قبل غير أنها كانت لحظات عارضة. .. ففي الثلاثينات والأربعينات
صعدت النازية والفاشية واكتسحتا مناطق واسعة من اوروبا وأذاقتا البشرية
الويلات غير انهما قضيتا كوصمة عار في سفر التاريخ... وهذا حال
الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس "بريطانيا" التي كانت تستعمر الهند في ,
أقصى الشرق وأمريكا في أقصى الغرب والكثير من البلدان بينهما. ٠ ولكننا نلمس
لمس اليد انها باتت كعجوز واهية... والامثلة عديدة..
المرحلة الحالية ليست أبدية... فالحياة لا تتوقف عند لحظة قط... وحتى
في أوقات التراجع والهزيمة» فاليساري الحقيقي لا يصاب بالهلع ولا الاحباط اذ
عليه استقراء المعطيات واستخراج برنامج العمل والانطلاق» لايلوي على
شيء... فهو يعرف ان هناك رسالة عليه تأديتها سواء كان الزمن مجافيا او
مؤاتيا... والظروف الموضوعية غالبا ما تكون مجافية كما كتب جيفارا... "
والشرف ليس برفع الرايات في الزمن السهل وانما حينما تثفاقم المصاعب " حسبما
قال كاسترو واليأس والشك لا يتسربا الا في نفوس الضعفاء وذوي الانتماء
اليساري الهزيل ممن ينتصرون لليسار في زمن الانتصار ويتضعضعون هاجرين
خنادقهم في زمن الامتحان.
أما اليساري المتجذر فهو ثابت على المبدأ ويعي ان سعادة البشرية
وقيمتها العظمى واهدافها السامية لا تبلغ نهايتها الا عبر الطريق اليساري وفي
الازمان الظلامية يزداد تحديا واصرارا... وكلنا يعلم معانيات أصحاب الرسالات
الكبرى كأتباع المسيحية والاسلام في بداية عهدهما... وهذا حال القوى
البرجوازية في مراحل الثورة البرجوازية... أما اليسار فهو صاحب الرسالة
الثورية في هذا العصر وهو مجبر على دفع ثمنها ريثما تسود وتظفر.
1 - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed