مداخل لصياغة البديل (ص 35)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 35)
- المحتوى
-
الشمس على وجهها فرأى الندبة على جبينها وعلى الفور تذكرها بينما كانت
الشاحنة تهم بالابتعاد.
والان... ان الشخصية اليسارية.. مكوناتها وأخلاقيتها ولو حاولت
تجريدها بوجه عام لقلت ان الركن الاول هو الانتماء الطبقي العمالي» بل لولا
ولادة الطبقة العاملة في التاريخ لما ظهر الفكر اليساري الاشتراكي ولما ظهرت
بدورها الشخصية الاخلاقية اليسارية كما نفهمها.. غير ان الفكر اليساري
باخلاقياته لا ينحصر دوره في تحرير العمال بل وتحرير الشغيلة ايضا من مثقفين
وموظفين كما يحرر المرأة المستلبة والشعوب المستعمرة والمتخلفة... اي ان
فئات اجتماعية اخرى معنية بالفكر اليساري التحرري... اي كتلة ثرية حسب
تعبير غرامشي.. وعليه يكون الركن الثاني الوعي الثوري اليساري وبدون هذا
الوعي تبقى الكتلة البشرية عفوية ومبعثرة وغير موحدة خلف برنامج موحد..
وعي يساري على كل الصعد وفي كل الميادين... وما أحاديتنا شبه اليومية الا
جهد بسيط في هذا السياق.. أما الركن الثالث فهو الممارسة الثورية.. فاليسارية
ليست انتباء طبقي للعمال والشغيلة والمضطهدين بل هما معا ويضاف لهما
ممارسة غملية لتحرير الاوائل وترجمة الثاني "لعمال لا يناضلون في سبيل
تحريرهم هم مجرد عمال في ذاتهم وليسوا عمالا لذاتهم' حسب تعبير ماركس.
ومتقفون لا ينحازون للعمال والمضطهدين ولا يتطبعون بطباعهم لا يمكن ان
يكونوا يساريين وانهم من حفظة الفكر وحسب. بينما المطلوب العمل بموجبه
ايضا.. اننا 'حينما نقول وعي لا نقصد تعبيرا فضفاضا لا معالم له بل تقصد فهما
أعمق للواقع وتطبيقا خلاقا لهذا الوعي في السلوك والنظر والتطبيق بحيث يتملك
الومي الانسان اليساري ويتملك الانسان اليساري الورعي الثوري ويحتكم
لأخلاقياته بالكلمة والفعل معا.. وعنواننا اليوم ليس مسألة نظرية معرفية فقط بل
وتطبيقية ايضا.. مطلوب منا الارتقاء بمستواها.. فمثلما نرتقي بوعينا السياسي أو
الاقتصادي علينا الارتفاء بوعينا الاخلاقي ايضا.. وعلى الرغم من أهمية
الإخلاق الجنسية غير انها جزء من الاخلاق العامة وحسب.. اي علينا ان ننظر
للاخلاق بشمولية وان يبقى المنظر الشمولي ماثلا في أذهاننا وعدم إختزال
الأخلاق بالجانب الجندسي فقط.. فخيانة الوطن قضية أخلاقية ومدمرة.ء واستغلال
الاخرين قضية اخلاقية بشعة.. وصحفي مأجور يروج لأضاليل يعكس موقفا
اخلاقيا منحطا .. واللهم نفسي وعائلتي ووظيفتي ومنصبي مسألة اخلاقية انانية
قادرة في حالة تعميمها على تفسيخ وتخطيم اي شعب... وبناء عليه لقد قلنا علاقة
حبية» اي العلاقة الخاصة بين المرأة والرجل» وليس حب امي واخواتي كما قال
احمد زكي في مدرسة المشاغبين. 1
135 - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed