مداخل لصياغة البديل (ص 40)

غرض

عنوان
مداخل لصياغة البديل (ص 40)
المحتوى
الوقت الذي أجازت اليهودية الطلاق» وهذا حال الفلسفات القديمة الاخرى في
مصر والصين والهندء جاءت المسيحية؛ التي انتشرت على نطاق أوسع من
اليهودية» لتحرم الطلاق... وبعدئذ أجاز الاسلام الطلاق في المجتمع الذي انتشر
فيه.. والمسيحية حرمت تعدد الزوجات خلافا لليهودية والاسلام الذي أياح ايضا
ما ملكت اليد ‎٠.‏ ومع مرور القرون والزمن برزت اجتهادات وتفسيرات متعددة
للديانات في محاولة للتماشي مع التطورات.. غير ان البشرية» وان تأثرت
بالمعتقدات الدينية التي جاءت منسجمة بقدر او بآخر مع ظروفها التي ولدت فيهاء
فقد كان لها قوانينها الموضوعية ايضنا سواء انسجمت أو تناقضت مع الديانات في
المسألة الجنسية. . فالاسلام مثلا الذي جاء محرما اللقاء بين المرأة والرجل 'بأنه
ما اجتمع انثى وذكر الا والشيطان بُينهما' لم يلتزم به الا قلة من الناس.. اذ ان
العلاقات الحبية نشأت وانتشرت في المجتمع القبلي الجزيري والضريبي التجاري
الفلاحي على امتداد مئات السنين... ولا يعني ان تجيز اليهودية والاسلام تعدد
الزوجات وما ملكت الايمان ان يستمر ذلك للأبد.. فبتدرج يتضاءل تقبل الناس
لذلك ولم تستمر هذه الظاهرة سوى في أوساط شعبية محدودة.. واللباس بقي '
محافظا في مختلف المجتمعات واعتبر من الاخلاق ان ترتدي المرأة لباسا طويلا
تغطي فيه جسمها سواء عرفت هذه المجتمعات الديانات السماوية المتعارف عليها
أو معتقدات اخرى محلية الى ان حلت الثورة الرأسمالية والصناعية في القرون
الاخيرة... وحيثما انتشرت علاقاتها الاقتصادية أنتجت أخلاقياتها الجديدة التي
تفرض مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والثفافية وبالتالي ارتدت لباسا أكثر
سهولة يسر عليها الحركة فيما اعتبر لباسا عصريا بصرف النظر عن شطط
الموديلات... مثلما غدت المرأة تملك ارادتها فأصبحت تختار شريك حياتها
يصورة علنية وتعددت أشكال العلاقة المبنية على الزواج الآحادي. .. فمن
علاقات حبية عميقة., سيما في أوساط الشغيلة» الى علاقات حبية في أوساط
البرجوازية وتحمل أبعادا طبقية حفاظا على الثروة والوجاهة والنفوذ الى زيادة
"دور الدعارة" حيثما تبيع عدد من النساء أجسادهن بالمفرق لقاء توفير سبل
العيش.. وهذه' الظاهرة قديمة وكانت موجودة في المراحل السابقة غير انها في
الرأسمالية أصبحت أكثر تنظيما الى درجة ترخيصها أحيانا وهذا نعثر عليه فيّ
كل المجتمعات المتناحرة طبقيا بما في ذلك مجتمعنا الفلسطيني. .. وأكثر ما اتاحته
التحولات الرأسمالية هو الإختلاط الانساني بين الرجل والمرأة في المصنع
والشركة والمزرعة والجامعة والمدرسة والنادي والثقارة والحياة السيامية. .. الخ
وغدا الاختلاط ظاهرة طبيعية تمليها حقائق الحياة الجديدة.. وفي الوقت الذي
يكفل ذلك حقوق الانسان وحرية الاختيار للرجل والمرأة... فلا أحد ولا قيمة
تضطرهما لقمع انسانيتهما أو عدم التعبير عن عواطفهما.. فقد نشأ ايضا اضافة
24
تاريخ
1994
المنشئ
أحمد قطامش
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed