مداخل لصياغة البديل (ص 48)

غرض

عنوان

مداخل لصياغة البديل (ص 48)

المحتوى

تالثا:
واليسار رؤيا أولا أو/و رسالة تاريخية والانحياز يكون لها أولا والعمل
يكون لتحقيقها أولا.. ولكيما نكون يساريين علينا هضم وتمثل هذه
الرسالة والعمل بمقتضاها.. وكما قال لينين منذ زمن " لكي تؤمن يجب
ان تفهم"... ونحن علينا ان نفهمء ان نطالعء ان نلم ونحيط وبعدئذ ان
يوجه منظورنا الفكري سلوكنا العملي السياسي والتنظيمي واليومي..
ومن قبل حددنا أهمية النظرية الثورية وطريقة فهمنا لها.. ركزنا على
شعار 'اعادة انتاج الوعي النظري".. وفي الحقيقة ان هذا التعبير
لغرامشي» أجل اعادة انتاج وعسي نظري يستقرىء ويحلل خصوصيتنا
الفلسطينية والعربية وهويتنا المحلية وتراثنا وتاريخنا.. وحينها يغدو
اليساري يساريا حقيقيا... وعلى الاقل على صعيد الفكر النظري... وهذا
بدوره ينعكس بتأثيرات تفيلة وحاسمة على شخصيته ونمط تفكيره
وتصرفاته وعلاقاته... وبالملخص يتحول لانسان جديد.
العادات الاجتماعية والطقوس.. كيف نتعامل معها؟ معلوم لديكم ان
الدين هو العنصر المركزي في تراثنا الفكري بما ينتج عنه من قيم
ونظرات وعادات..الخ فضلا عما راكمته الحياة والذاكرة الشعبية من
مفاهيم وتقاليد وفلكلور.... فهل نصط دم بكل ذللك... أم ننتقد كل
المواريث فنأخذ ما يصلح للعصر ونقفز عن ما عداه؟ طبعا ان الصدام
الجبهي الكلي اي رفض كل شيء لا ينتج عنه عزلة عن الجماهير فقط
بل ويعكس ايضا موقفا عدميا يتنكر للايجاب في الماضي والتاريخ.. أما
الصحيح فهو تشريح ونقد الموروث باتجاه فرز الحنطة عن القفشس
بالاستناد الى الهوية الفكرية الثوزية... طبعا لا يسمح للموروث ومزاج
الناس أيا كان باحتواء القوة التورية... ذلك ان القوة الثورية الطليعية هي
ثورة على الواقع الذي هو امتداد دياليكتيكي للماضي وتسعى لتفنيده
جذريا.. وبالتالي ان أية مراعاة للمزاج الشعبي وطقوسه وعاداته لا تعني
المسايرة والرضوخ بل تحسس واهتمام لتغيير كل ما ينبغي تغييره
وتكريس كل ما ينبغي تكريسه.. ونحن أيضا ننتمي لكل ما هو ثوري
وعظيم في تاريخ وبطولات وانجازات امتنا.. غير اننا لا نكتفي بذلك
والا تحولنا لماضويين ولا نسعى لبعثه ثانية ليس لان ذلك غير .واقعي
فحسب بل لأننا لسنا سلفيين ايضا.. اننا أبناء هذا العصر الذي تمتد
جذورة في التاريخ بما يشمله .العصر من جديد وما شمله التاريخ من
ايجاب وعناصر تقدمية.
3

هو جزء من

مداخل لصياغة البديل

تاريخ

1994

المنشئ

أحمد قطامش

مجموعات العناصر

Generated Pages Set