مداخل لصياغة البديل (ص 105)

غرض

عنوان

مداخل لصياغة البديل (ص 105)

المحتوى

اليسار والنظرية الثورية, اعادة انتاج أم جمود
صباح الخير للجميع؛ راجيا شدة الانتباه والاصغاء لحديثي اليوم فهو جاف.
الى حد ماء ولكن لعلني أنجح في تيسيره وتبسيطه. والامر ليس مرهونا بي فقطء
بل طابع الموضوع يفرض ذاته أيضا. فالايديولوجيا لها مصطلحاتها التي لا
مهرب منها مثلما لها منطقها الذي ينبغي استيعابه.
أذكر انني قرأت في غير مكان ان أحد عوامل انتصار الاتحاد السوفييتي
السابق على النازية التي كانت أقوى عسكريا ومتسلحة بترسانة أكثر تطورا هو
العامل الايديولوجي: فالقناعات الفكرية الاشتراكية والايمان بعدالة ومنجزات
العهد الاشتراكي زودت الشعب السوفييتي والجيش الاحمر السوفييتي بروح
معنوية قتالية وبسالة عالية؛ وهذا لمسناه ايضا في التجربة الفيتنامية حينما قاتلت
الثورة بامكاناتها المحدودة الامبريالية الفرنسية وبعدئذ الامبريالية الامريكية
وانتصرت عليهما. ولهذا لا غرابة ولا مبالغة في كلمة لينين حينما قال "أعطني
منظمة من الثؤريين اقلب روسيا رأسا على عقب" وقد قلبها فعلاء وهو القائل
إيضا أو بصوزة أدق هو الذي صاغ قانون "ان حزب الطليعة يسترشد بنظرية
الطليعة " وهذا القانئون ليس صائبا فقط لان لينين قد صاغه بل تأكد في غمرة
الحياةٍ السياسية' للعديد من الحركات الثورية» الى درجة ان الغالبية الساحقة من
الثورات في القرن العشرين وأعظمها على الاطلاق كانت تسترشد بالفكر الشوري
اليساري سواء أنجزت مهاما اشتراكية أو مهاما وطنية ديمقراطية مهدت الطريق
للتحولاث الاجتماعية الاشتراكية.
‎١‏ وعليه لماذا أنتم يساريون؟ هل لأنكم تنتمون او تؤيدون فصائل يسارية:
أم نتيجة تطور طبيعي في تفكيركم انتقلتم بموجبه من الفكر الغيبي والقبلي
والقرون الوسطى الى الفكر الرأسمالي بمنجزاته الهائلة ومنه الى الفكر الاشتراكي
أم بفعل احداث معيئة أم نتيجة تجربة ذاتية هي جزء من وعي الذات الطبقية أم
لأن الفكر اليساري ينطوي على مميزات وخاصيات يفتقد لها اي فكر وفلسفة
اخرى؛ أم نتيجة كل ذلك وسواه؟
فالانسانية على الدوام أنتجت فكرها في غمرة صراعها مع الطبيعة لتأمين
احتياجاتهاء وترسمت طريقها. ببطءء ولكن بمثابرة. والعلم المعاصر بات على
المام بحضارات الشعوب القِديمة وثقافتها » كالجضارة السومرية في العراق منذ
‎584

هو جزء من

مداخل لصياغة البديل

تاريخ

1994

المنشئ

أحمد قطامش

مجموعات العناصر

Generated Pages Set