مداخل لصياغة البديل (ص 157)

غرض

عنوان

مداخل لصياغة البديل (ص 157)

المحتوى

المسافة بيننا وبينها بالدقائق أو بالساعات أو الايام أو السنين بل بملايين السنين
الضوئية.. تصوروا! على كل حال سوف نفرد مداخلة خاصة لنقاط علمية احداها
الكون.
فما أكبر هذا العالم... اسمعوا النكتة التالية رواها احد المدرسين لطلبة الثانوية.
في سنوات الثلاثينات اعتاد احد الفلاحين الاعتماد على أبيه في احضار
لوازم البيت من سوق المدينة بينما كان الاعتماد الاول على محاصيلهم الزراعية»
وذات يوم مات الاب ونفذ كاز الكيروسين وكان على الابن ان يترك الحقل
المجاور للبيت الذي اعتاد قضاء سنوات فيه لاحضار احتياجات العائلة فصعد
جبل وهبط الوادي واقترب من ضواحي المدينة فشاهد المسطح غاصا بالبيوت...
فقال: يما ماأكبر الدنيا (بلهجة فلاحية).. فالعالم واسع جدا.
تقول التوراة في سفر التكوين؛ اي السفر الاول» ان هناك اله عظيم القدرة
جليل الحكمة أزلي لا بداية ولا خالق له» وهي تضفي عليه صفات عديدة:
وكتابات مسيحية تراه شفافا رقيقا وتعتبر خصائص الجبروت والرحمة والقوة
والرأفة.. الخ هي صفات افتراضية لتقريب الفهم على العقل الانساني فيما الاسلام
يعدد 19 ضفة يعتبرها ملازمة له فعلاء والديانات كلها تبني قناعاتها على ان الله
غير مادي» وهذا حال البراهما أي الله لدى البوذيين» اي ليس كمثله شيء حسب
التعبير الدارج في الثقافة الشعبية.
وهذا الإله كان وحده موجودا منذ البداية ولم يكن هناك مادة - عالم ولا
حيز<- مكان - فراغ ولا اي نسي ء على الاطلاق؛ اي كان العدم, اللاشضيء
بصرف النظر عن تقبل أو عدم تقبل المنطق لهذا الكلام؛ اذ ليس من مهمتي
التبشير لا بالنظرة الايمانية ولا بنقيضهاء لا المثالية ولا المادية» لا الغيبية ولا
العلمية المتسقة المبنية على براهين التجربة الانسانية» وما أذهب اليه هو شرح
الفكرة وضدها وحسبء أما الاختيار بالانحياز للمنظور "" أو المنظور 'ب" فهذا .
لا يدخل في اختصاصيء وعموما ان الحقيقة تقدمية والمعرفة سلاح هائل في
العصر الراهن ومن الضروري ان يعرف الانسان كل الطروحات والمواقف كيما
يكون اختياره مقنعا له فلا يتبلبل ولا يتأرجح بين الوقت والاخرء بل ان التعليم
المدرسي والجامعي من واجبه ان يعرف الرأيين معا. بحيث يترك للطالب حق
الاخثيارء وهذا واجب وسائط الاتصال الجماهيري عموما.
0

هو جزء من

مداخل لصياغة البديل

تاريخ

1994

المنشئ

أحمد قطامش

مجموعات العناصر

Generated Pages Set