مداخل لصياغة البديل (ص 161)

غرض

عنوان

مداخل لصياغة البديل (ص 161)

المحتوى

وموضوع الله كخالق للكون وأسبق منه امنت به الشعوب الصينية
والهندية القديمة هذا ما قبل اليهودية ولكن بضبابية وعدم وضوح فلسفي.اذ
كلما عجز العقل الانساني عن نفسير ظاهرة أو حدث كان يعزو السبب لقوة
غير مرئية؛ الى ان جاء كونفوشيوس وبوذا منذ أكثر من ‎77٠١‏ سنة
وتوصلا لمعتقد الربوبية بناء على تفكير تأملي وحسبء اي انهما ليسا نبيين
ولا ينتميان لأي دين وهذا حال مليارات الناس الذين اعتنقوا فلسفتيهما على
أمتداد مئات السنين ولهذا اليوم؛ وهما فلسفتان ارضيتان تتعرضان لمسائل
السياسة والاخلاق والاقتصاد... الخ بما يشبه الاديان.
وما قيل عن البوذية أو الكونفوشية يقال.عن الفلسفة الاغريقية وأبرز
ممثليها أفلاطون وأرسطو وسواهما في نفس الحقبة التاريخية؛ اي حيثما
كانت نهضله وتطور كان يقدح العقل الانساني زناد قدراته محاولا الاجابة
على تساؤلات كانت تشغل بال الناس أو يمكن ان تخدم سادة القوم
وسيطرتهم؛ فكونفوشيوس وافلاطون و.. كانوا يشددون على طاعة الحاكم
وقدرية وضع الشعوب كمحكومين وان الارزاق متفاوتة بين الناس بارادة
البية؛ حتى أن أفلاطون ذهب حد القول في كتابه (إلمدينة الفاضلة) بأن الناس
معادن ومعدن الاسياد والحكام من الذهب حيث يسيطر العقل على الجسد أما
الضباط والفرسان والتجار فمن الفضة بينما العبيد والعمال فمعدنهم من
النحاس ومنتصفهم الاسفل يسيطر على منتصهم الاعلى.
3 أن الموقف المادي الناقض للموقف الغيبي قديم وأقدم من الفكر اليساري “
: الاشتراكي الذي تأسست بداياته في اواسط القرن الماضي ‎١5‏ ولم يبرح
يتببور ويترسخ في بنائه ومنهجه حتى اليوم» وسوف يستمر في التجدد
والتطور تمشيا مع تجدد وتطور الحياة بالنظر الى ارتباط الفكر اليساري
بواقع الممارسة البشرية؛ فهو لا يكتمل ابدا وانما تنضاف اليه كل الانجازات
الثقافية والعلمية» وديالكتيك النظرية مستقى من ديالكتيك الواقع وهذا موضوع
| قائم بذاته ليس هنا مكانه.
وعلى امتداد التاريخ» وحتى في عصر انتصار الفلسفات الدينية
وقبلئذ وبعدئذ كان على الدوام فلسفات وفلاسفة ومعتقدات مجتمعية منتشرة
بهذا القدر او ذاك لا تقبل أطروحة بدء العالم وثبات كيفياته؛ فالفلاسفة
الاغريق ابيقور وديموقليطس وهيراقليط منذ أكثر من الفي عام رفضوا فكرة
14

هو جزء من

مداخل لصياغة البديل

تاريخ

1994

المنشئ

أحمد قطامش

مجموعات العناصر

Generated Pages Set