مداخل لصياغة البديل (ص 166)

غرض

عنوان

مداخل لصياغة البديل (ص 166)

المحتوى

والفكر اليساري لا ينظر نظرة عدمية للفكر الديني» اي يرفضه
ويمضيء بل انه يدرسه كجزء من الموروث الفكري للبشرية وهذا حال
موقفه من الفكر الرأسمالي والاقطاعي وكل الفلسفات القديمة» ويعتقد ان
الفكر هو نتاج ظروفه المادية» فالفكر الوطني ينشأ في غمرة الصراع ضد
الاستعمارء والفكر الرأسمالي نشأ في غمرة انتقال المجتمع الى المرحلة
الرأسمالية» وعلى هذا النحو نشأ الفكر الاشتراكي في أرحام المجتمع
الرأسمالي وتوطد في معمعان النضال في سبيل الاشتراكية...الخ» ولما كان
التاريخ البشري بحركته المادية مترابطا والجديد يولد في أرحام القديم
متجاوزا اياه ايضا. وعليه فمن المستحيل ادارة الظهر للموروث الفكري الذي
يعيش في أجزاء منه في الحٌاضرء بل وان بعض الحاضر موجود في
شروش الماضي. والكثير من التشريعات والأخلاقيات اليسارية مستقاة من
التشريعات والأخلاقيات البرجوازية والدينية» فكما ان الاشتراكية تستند الى
العلم البرجوازي والصناعة البرجوازية مزيلة علاقات الانتاج الاستغلالية»
ومثلما تستوعب العناصر الايجابية في الديمقراطية الليبرالية فانها من البديهي
تستوعب كل ما هو ايجابي وصالح للعصر من الموروث الديني» بل ان
الديانات نفسها تتقاطع في العديد من النواحي بل وكانت امتدادا لمنجزات
الشعوب ما قبل مجيء الديانات الرسمية وعلى سبيل المثال كان الصينيون
والفراعنة يعاقبون على القتل ويحرمون الزواج من الاخوات» فيما جاء الدين
اليهودي ليعاقب بالموت على الزنا او شتم الاب والام والذات الالهية وكانت
الوصايا العشر تقول لا تكذب لا تسرق فيما الزكاة كانت ‎/٠١‏ على
المحاصيل الزراعية مع فرض جزية على الشعوب التي تعيش تحت النفوذ
اليهودني وهذا حال اليونانيين بينما يوجد نظام أشد تعقيدا في الدين الاسلامي.
وانتم تعلمون ان النظرة اليسارية تختلف عن النظرة الدينية» فالفكر
اليساري متجدد دوما ويرتبط بنتائج الممارسة ؤكل ما يتجاوزه الزمن ويشسيخ
يصبح من مخلفات الماضي وكل ما تبرهن عليه الحياة ويواكب المتغيرات
يضاف للنظرية. اي لا يوجد شيء مقدس الا ما يفيد الانسان ويثبته العلم.
ومنظومة الافكار اليسارية لا يجري تطبيقها بل يصار للاسترشاد بها لانتاج
فكر يساري يعالج مشكلات الواقع الخاص لكل شعب. اي ان الفكر اليساري
ليس نصوصا ثابتة وجامدة كما الحال في الديانات؛ اي لا يوجد نص ابدي بل
منهاج علمي ينتج افكارا متجددة دوما.
-أن الاحزاب اليسارية تتسع للمؤمنين» بل وثمة بند صريح في وثائق الحزب
الشيوعي الايطالي ينص على ذلك؛ وهذا تكرر مؤخرا في وثائق الحزب
1

هو جزء من

مداخل لصياغة البديل

تاريخ

1994

المنشئ

أحمد قطامش

مجموعات العناصر

Generated Pages Set