مداخل لصياغة البديل (ص 176)

غرض

عنوان

مداخل لصياغة البديل (ص 176)

المحتوى

آخرء له زمان ومكان ‎٠‏ فهو قد نشأ في ظروف معينة ومراحل معينة وسار مع
حركة الحياة والمجتمعات » ففي المجتمع البدائي حيث كان الانسان خشنا و
معارفه بسيطة انعكاسا لادوات انتاجه البسيطة التي كان يستخدمها في الصيد
وجمع الثمار ؛ انتشرت الفيتشية والطوطمية ‏ أي عبادة اشياء مادية محددة »
ولكن مع اتساع وتشعب الحياة البدوية وظهور البدايات الزراعية؛ وما صاحبها
من نمو في المعارف والخبرة » انتقل الانسان لعبادة الاوثان التي كان ينحتها
كتجسيد مادي لرمز يؤمن به ومع تواصل الحياة الاجتماعية وتطور قوى الانتاج
من آلة وانسان ومعالجة المعادن » وما استوجبه ذلك من انهاء حياة الترحال
وتكوين سلطة سياسية لتنظيم شؤون الناس » تضاعفت المقدرة الذهنية لدى
الانسان سيما وان دماغه ككتلة مادية قد ارثقى بفعل تناوله اللحوم وطهيها » فغدا
قادرا على التجريد بصورة واضحة وبالتالي آمن بالتعددية التي كانت مقدمة
للايمان بالالوهية الوحدانية » وهذا السيناريو مر فيه الانسان بصرف النظر عن
علمية أو عدم علمية هذا السيناريو » فما يقرر حقائق الحياة هو حقائق الحياة
ذاتها وليس رغبة ووعي الانسان »؛ ذلك ان الكرة الارضية قديمة وتتراوح بين
*-5 مليارات سنة » فيما عمر الشمس حوالي ه مليارات » وشمسنا هذه حقيرة
قياسا بشموس أخرى عملاقة في مجرتنا ومجرات اخرى .... أي ان العالم
موجود وسبق الانسان ومعتقداته بزمن طويل ولا يتأثر بالتالي بصوابية أو خطأ
هذه المعتقدات » وهذا ينطبق ايضا على العالم الروحي » اي ليس التصور الذي
يؤمن به الانسان هو الذي يحدد حقائق الكون » بل أن وعيه يكون صائبا بقدر
تمثله واستيعابه لحقائق الكون ؛ ولهذا وجدنا تبدلات في التصورات والمعتقدات »
لا ترقى بداهة الى صنع حقائق الكون بل تحاول اكتشافها وحسب .
وهذه العمليه استمرث بعد التوحيدية » وسوف تستمر الى الأبد ايضا » اذ
لن يكف عقل البشرية عن التفكير والاجتهاد وفحصص مسلماته. ان الواقع
الاجتماعي المتحرك » أي الوضع الاقتصادي والسياسي والثقافي و و .. و ..
يخلق حركة في الفكر والوعي الاجتماعي عن هذا الواقع وبالتالي فعلا فيه » مثلما
ان اتساع الكون وصيرورته وقوانينه هي من التشعب والمدى بحيث لا يلسم
الانسان منها سوى بالنذر اليسير .
158

هو جزء من

مداخل لصياغة البديل

تاريخ

1994

المنشئ

أحمد قطامش

مجموعات العناصر

Generated Pages Set