مداخل لصياغة البديل (ص 182)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 182)
- المحتوى
-
على الاسلام؛ والحركة الاسلامية بل هو أشمل وأوسع كما جرى التوضيح في
حديث سابق حول الدين.. والثافية: ان ثمة فارق بين الحركة السياسية
الاسلامية والمجتمع المسلم.. فاقليم الشرق الأوسط بغالبيته الساحقة مسلمين» غير
ان أقلية فقط منخرطة أو ملتفة حول الحركة السياسية الاسلامية... وبالتالي ليس
صحيحا ادعاء أحد انه الممثل الوحيد للاسلام؛» حتى أنني أذكر حديثا محمديا يقول
بما معناه انه سيأتي زمن تكون فيه امتي 7 طائفة؛ احداها فقط غير باغية وتمثل
جوهر الدين... وان التزمت من قبل اي فصيل اسلامي باحتكار الصفة الاسلامية
يقود الى مهالك مدمرة كما الحال في أفغانستان اليوم.
/
والحركة الاسلامية تفهم الدين على أنه دين شمولي؛ جامع مانع؛ لديه
اجابات على كل الاسئلة وتفسيرات لكل الظواهر.. فهو صالح لكل زمان ومكان
كما تعتقد؛ وحق مشروع ان يعتقد المرء ما يشاء؛ ولكن بالنسبة لنا كيسار -كما
يخيل لي- نفهم ألدين على نحو مغايرء: فهو بلا شك قد كان قفزة هائلة على
صعيد فكري» عالج الكثير من قضايا الانسان والمجتمع في زمن سابق» أي تلكم
القضايا والهموم التي عرفها مجتمع الجزيرة الذي انتقل من القرية الرعوية
المشاعية المدعومة بنشاط تجاري الى مجتمع تجاري- ضريبي يتخلله نشاط
رعوي وفلاحي وحرفي محاط بسياج من الفتح العسكري والتجييشء؛ وحينما دخل
الاسلام مجتمعات مشابهة وقريبة من مستوى التطور كنتاج للفتوحات العسكرية
عاش واستقر عبر الأجيال.. أما حينما غزا بلدان ذات خصائص مغايرة كما حال
المجتمع الاوروبي فقد اندحر ولو بعد حين أو بقي منحسرا ومقوقعا في نطاق
ضيق كما حال الهند والصينء ولم تنفع هنا لا القوة ولا الدعوات الأخلاقية من أن
الدين هو ارادة سماوية.
وما يهمنا ليس الاشارة الى الحركات الانفصالية التي بدأها مسيلمة في
اليمن؛ كما القبائل في شرقي الجزيرة فور وفاة نبي الاشلام؛ والصراعات التي
اندلعت في طول البلاد وعرضها بين الحكم في مكة والفروع في دمشق وبغدادء
وبعدئذ في كل الاقاليم حتى في صدر الاسلام والقرئين الاولين اللذين شهدا
صعودا مذهلا للدعوة الاسلامية.. ولكن الأهم من ذلك هو المتغيرات النوعية
الجذرية التي طرأت على المجتمع البشري في القرون الأربعة الاخيزة التي
أنتجت الثورة الصناعية بما تعنيه من علوم وثقافة وتحولات طبقية وعلاقات انتاج
وقيم أخلاقية وأنظمة سياسية..الخ؛ فالشعوب في اوروبا التي كانت ذات يوم تسير
وراعنا وتتعلم منا ما قبل الف عام تقريباء نهضت واصطدمت بالمجتمع الاقطاغي
مقا - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed