مداخل لصياغة البديل (ص 185)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 185)
- المحتوى
-
وهل نتوقع من الائسان المعاصر سواء كان رجلا أو امرأة ان يتقبل دعوات
الفصل على أساس جنسي بينما تختلط المرأة بالرجل في الجامعة والنقابة والنادي
ومكان العمل والمسرح.. الخ».. وهل نتوقع منه ان يتقبل ما يناقض طبيعته
وقناعته بأن له الحق في الزواج على أساس الحب والمعرفة والعلاقة المسبقة
التي نتم سرا أو علانية سواء رضيت القيم القديمة أم لم ترضى؛ وهل نتوقع من
الانسان المعاصر ان يتقبل تحريم الفرق الغنائية والمسرحية المختلطة أو تحريم
الرسم والنحت؛ أو تحريم أدوات الموسيقى فيما عدا الدف والطبل كما كتب سعيد
حواء وهل نتوقع من الانسان المعاصر الذي تترسخ في وعيه؛ بتدرجء القيم
الديمقراطية ان يتقبل نظرية النظام السياسي الاسلامي القائم على الخليفة الذي
يستشير حفنة من رجال الدين حوله بصرف النظر فيما اذا كانت الشورى ملزمة
أو غير ملزمة له بديلا للتعددية السياسية والبرلمانية وتداول السلطة سلميا.. الخ
وهل تتوقعون ان يتقبل الانسان المعاصر نظرية حرمان المسيحي أو المرأة من
حق الولاية» اي القيادةء كونه مسيحيا أو امرأة» بل وفرض الجزية على الاول
بينما المجتمع المعاصر يقوم على المساواة في الحقوق العامة ومبدأ الكفاءة
والمواطنة بدون تمييز ديني أو جنسي» بل ان المجتمع لا يمكن ان ينهض بدون
تفعيل طاقة الجميع » وهل تتوقعون ان يتقبل العقل المعاصر بأن كل شيء يحدث
في العالم بدبءا بالمرض والموت أو النصر والهزيمة أو التطور والتخلف؛ حتى
.المصائب والمطر وخراب المحاصيل الزراعية أو كثرتها في احد المواسمء
والغنى والفقر» وسقوط السلطة اليسارية في أفغانستان» أو انتصار أمريكا في
حرب الخليج و.. اي لا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك الا بالاحتكام لمنطق قاله
أجدادنا منذ الآف السنين » وكلما اصابتنا بلوى قلنا "ان المؤمنين اشد بلوى" و "
014 يصيبكم الا ما كتبب الله عليكم'". وان الانسان مسير لا مخير..الخ» ويمكن
الاستمرار في ذكر الامثلة» فالقائمة لا تنتهي» وباختصار ان منطق الحياة يسير
أبعد فأيعد عن الدين أو على الاقل عن التفسير التقليدي للدين من الناحية
التاريخية والعالمية بصرف النظر عن اللحظة السياسية الحالية في الشرق الاوسط
كما ان العالم يتعقد أكثر فأكثر ويلد المستجدات باستمرار التي تحتاج لمعالجات
متجددة بعيدا عن النمطية والقوالب الجامدة»؛ وهذا هو امتحان الحركة السياسية
الاسلامية الذي يوجب عليها الاجتهاد وتقديم مساهماتها وتفسيراتها العصرية للدين
مثلم! هو امتحان الاتجاهات الفكرية- السياسية الاخرى.. فالجمود العقائدي
بالعودة الى الكتب التي جرى تأليفها قبل قرن أو حتى عقدين بدون استيعاب
المتغيرات السريعة الجديدة أدى للقصور. في اعادة انتاج النظرية؛ فكان ذلك احد
عوامل انهيار التجربة الاشبتراكية البيرؤقراطية: في الاتحاد السوفييتي وسواه..
وهذا نتطرق له كعنوان مستقل فيما بعد. ” ش
17383 - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed