مداخل لصياغة البديل (ص 220)

غرض

عنوان

مداخل لصياغة البديل (ص 220)

المحتوى

للتناقض بين القومي والقطري وتفاوت التطور والثراءء تقود الى الفشل المحتوم
كما لاحظنا في التجارب الوحدوية العديدة منذ أواخر الخمسيناتء؛ مثلما ان اي
تمييز ديني بين المواطنين خلافا لقوميتهم المشتركة يحمل بذور الاحتراب الديني
ويهدد وحدة الشعوب العربية ويفتح البوابات للامبريالية واسرائيل للعبث في
الساحة الداخلية» فكيسنجر منذ السبعينات يراهن على الصراع الطائفي الذي راينا
تأثيره في الازمة اللبنانية منذ عقدين ويزيد.
وان القومية العربية قد تمازجت مع الدين الاسلامي منذ أكثر من الف عسام
فالفتح الاسلامي الذي انطلق من الجزيرة قبل حوالي ‎١4٠١‏ عام شمل سوريا
والعراق ومصر وششمالي افريقيا..”حيثما انتشرت اللغبة العربية التي هي لغة
القرآن وبالتالي اللغة الرسمية التي سادت في أرجاء المنطقة العربية» فتركت ,
بصماتها على التكوين النفسي والاخلاقي للناس؛ وقد استمرت عملية الصهر هذه
على امتداد القرون» ولكن في القرئين الاخيرين شعر العرب بنتائج الحكم العثماني
واخذت تتشكل ارهاصات استقلالية لديهم لم تستكمل مسارها للنهاية الظافرة ذلك
أن الغرب الرأسمالي توارث ممتلكات ومناطق الامبراطورية العثمانية الاقطاعية
التي نهشها الوهن في القرنين ‎١9+14‏ وانهارت تماما في اوائل القرن ‎.7١‏
وحركة القومية العربية» بداهة» هي حركة عصرية نهضوية تستند الى ما
هو بناء في التراث والذاكرة الشعبية ولكنها تمضي للأمام بغية عصرنة المجتمع
العربي » فهي لا تتوقف ولا تسعى للعودة للوراء» ليس لأن العودة مستحيلة فقطء
بل لان الماضي لا يحمل الايجاب فقط وانما بجانبه السلب ايضاء علاوة على ان
الماضي لم يعد كافيا لمتطلبات الحياة المعاصرة كذلك... فأجمل وأفضل مافي
مجتمع البداوة الرعوي في الجزيرة وما تلاه من تطور تجاري وزراعي وحرفي
واقطاعي على صعيد الانتاج المادي والثقافي والفني والقيمي» منذ الف وخمسمائة
سنة وحتى اليومء لا يكفي حاجات المجتمع المعاصر اذاثمة شورة رأسمالية
عظيمة اجتاحت التاريخ؛ وثمة ثورة اشتراكية عظيمة اجتاحت التاريخ وهذه وتلك
لها منجزات هائلة مادية ومعنوية وعلمية وفنية و...و... وهذا عرجنا عليه ذات
فهر م. : 7
ولكن من الطبيعي ان نصون هويتنا التراثية وشخصيتنا القومية بالارتكاز
على ما هو ايجابي في تاريخناء ولكن بدون حصر أنفسنا ضمن سقف الماضي
فقطء فقومية من هذا القبيل لا تصمد في وجه أطماع الامبريالية ولا تستطيع
تأمين حياة حرة وكريمة للمواطنين» فما كان يصلح بالأمس لم يعد .كافيا وبعضه
لم يعد صالحا اليوم.
51

هو جزء من

مداخل لصياغة البديل

تاريخ

1994

المنشئ

أحمد قطامش

مجموعات العناصر

Generated Pages Set