مداخل لصياغة البديل (ص 224)
غرض
- عنوان
- مداخل لصياغة البديل (ص 224)
- المحتوى
-
جريح وتدمير ٠١ الف مدينة وقرية» خلفت هذه الهزيمة مناخات دولية
ساعدت العديد من شعوب المستعمرات على الثورة وانتزاع النصر حيثما
استقلت سياسيا عشرات البلدان منذ عام © الى عام 55» بل وتواصل
التيار الثوري مكتسحا مواقع اخرى كانت تحت السيطرة الاستعمارية.
وبداهة يمكن النظر لاستقلال العديد من البلدان العربية ضمن هذا السياق.
ولكن ثمة استقلال واستقلال» تحرر وتحررء اي هناك فارق بين علم ودولة في
الأمم المتحدة وبين استقلال حقيقي سياسي واقتصادي وثقافي. وكان المنظور
اليساري يقضى بالمنظور الأعمق والأكثر تجذرا علي غرار الثورة الصينية
والفيتنامية والكوبية. أما عشرات البلدان الأخري التي نالت الاستقلال بدءا من
الهند والباكستان مرورا بالأرجنتين ومصر والعراق وصولا الي نيجيريا والكونغو
وسوريا ... الخ فقد سارت خطوات كثيرة علي طريق بناء دولا فتية علي الصعد
الاقتصادية والثقافية والعلمية والمؤسساتية ...الخ. ولكنها في نهاية المطاف وبعد
عقود من الزمن» وبتفاوت» صعدت الي سدة الحكم شرائح طبقية ونخب سياسية
تبعت الامبريالية بهذا القدر أو ذاك ودارت في فلكها.
ومع مرور الزمن اتضحت هذه التبعية اكثر فأكثر وارتدت القيادات
والفئات التي قادت النضال الوطني وذلك اتصالا بالتحولات الطبقية التي جرت
عليها بانتقالها من مواقع البرجوازية الصغيرة المناضلة الى مواقع البرجوازية
الكبيرة والمتوسطة والخدماتية والكومبرادورية والبيروقراطية المرتشية.
وعليه فقد خرج الاستعمار من الباب ليعود من النافذة حسب تعسير فرائز
فانون ". فكيف تتجلى اذن التبعية والعلاقة الاستعمارية بالغرب الرأسمالي؟
من خلال النهب؛ ولئن كان قد مضى تاريخيا زمن النظام الاستعماري اي
الغزو العسكري من قبل الدول الرأسمالية وما قبل الرأسمالية كما حال
أمريكا وأوروبا واليابان وروسيا القيصيرية لقارات أمريكا اللاتينية وآسيا
وافريقياء ولئن كانت هذه القارات قد طردت الوجود العسكري الامبريالي عموما
فيما عدا قواعد هنا وهناك وبالتالي طرد النظام الاجنبي الذي كان يحكم هذه
القارات؛ فقد حل قانون التبادل اللامتكافىء بين دول المركز الامبريالي؛ المتمثل
حاليا بأوروبا الرأسمالية وأمريكا واليابان التي تنهب ثروات شعوب العالم
المتخلف؛ والمركز ينهب المحيط من خلال علاقات تجارية غير متكاقكة: وربما
11 - هو جزء من
- مداخل لصياغة البديل
- تاريخ
- 1994
- المنشئ
- أحمد قطامش
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Not viewed