مداخل لصياغة البديل (ص 292)

غرض

عنوان

مداخل لصياغة البديل (ص 292)

المحتوى

الوطنية اللبنانية عام 5 حينما اجتاحت لبنان بعدما سيطرت الحركة الوطنية على
من مساحة البلد... وبالتالي فعاملنا الفلسطيني الذاتي هو الرهان الاول
وليس شعبنا في الداخل فقط بل في الداخل والشتات معاء فأية كفة سوف ترجح
وما درجة رجحانهاء فلن رجحت كفة الحكم الذاتي بدرجة كبيرة استقرت التسوية
لبعض الوقت مع امكانية تصور استمرار المعارضه من موقع الأقلية؛ أما ان
رجحت كفة الدولة والعودة وتقرير المصير بدرجة كبيرة فحينها تنعزل القيادة
اليمينية وتتفسخ ويسقط اتفاقها بما يفسح المجال لمجرى سياسي جديد باتجاه
الحرية والاستقلال ومن البديهي ان هذه النتيجة مرهونة بعوامل عدة.
وأنتم تعلمون ولا شك ان العمل الذاتي لا يتحرك في فراغ؛ بل على
أرضية العامل الموضوعي وكشأن المزارع الذي يستخدم مهاراته وخبراته....الخ
ولكنه لا يستطيع ان يزرع بذور الا في التربة وضمن مناخ معين؛ ومهما كان
مجدا وماهرا فهوا لا يستطيع الا ان يتأثر بخصوبة التربة وحالة المناخ.
فمثلا اننا نعمل اليوم في ظل ظروف دولية ومحلية صعبة وشائكة»
فميزان القوة راجح لجهة العدو والتسوية الجارية يدعمها معسكر دولي واقليمي
ينخرط فيها فريق فلسطيني في جعبته أسلحة عديدة» فهل ثمة فرص لخلق فعل
شعبي ثوري مناهض ومتعاظم القوة؟ أنكم اليوم تدعون لاضراب جماهيري عام
فتنجح الذعوة. أما بعد مجيء قيادة تونس فالمزاج الشعبي يتبدل بدرجة كبيرة
وبالتالي فامكانية نجاح الاضراب تغدو متعددة» واليوم يخرج مخيم جباليا
لمصادمة معسكر للجيش ردا على سقوط شهيد؛ ولكن هذا غير ممكن بعد خروج
معسكر الجيش من المخيم» واليوم تعبىء الجماهير بشعار جلاء الاحتلال وفكفكة
المستوطنات» 'لكن بعد قليل يقولون لك هذا ليس أوانه وهو متروك للتفاوض في
المرحلة الأخيرزة.... وعلى ذلك قس. أي ان ثمة أوضاع جديدة تتطلب اسبتخراج
تحليل ملموس وصياغة أشكال ملائمة للعمل؛ ولكن في كل الاحوال» ومهما كانت
الظروف ثمة دائما فرص للنضال حتى بعد نكبة 48 وبعد هزيمة 57. ومذابح
أيلول سنة ‎7١‏ وحرب 87 اجترح شعبنا مآثر واشتق طرائقا مناسبة لمواصلة
المسيرة. طبعا لا يغيب عن البال حدود الطاقة؛ فأي شعب يستطيع عمل كيت ولا
يستطيع عمل كيت؛ وهذا حال كل دولة» فمثلا لقد إندلعت الانتفاضة وعجز جيش
الاحتلال عن تصفيتها بدون ان يستخدم سلاحه الصّاروخي أو قنابله النووية أو
قاذفات اف - ‎١5‏ مثلما لم يقدم على ذبح شعبنا بأسره أو طرده خارج الحدود»
كدليل على حدود الطاقة» واليوم أمريكا تحاصر كوبا وتضغط ولكنها لن تقصفها
بصورايخ نووية. 1
52
>38

هو جزء من

مداخل لصياغة البديل

تاريخ

1994

المنشئ

أحمد قطامش

مجموعات العناصر

Generated Pages Set