جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 74)

غرض

عنوان
جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 74)
المحتوى
انفجر في مصر صوت رجل ( قاسم امين ) » آل ما وصلت اليه
حالة المسلبين من تآخر فنسب ذلك الى حالة المرأة » والى هذا
الحجاب » الذي يجللها فيضعها في الظلام » ويحجب عنها نور
المعرفة » ونور الحياة الحرة ‎٠‏ فأرسل صيحته عالية في كتابين هما
« تحرير المرأة » و« المرآة الحديدة » ء وفيهما دعوة صربحة
وجريئة الى السفور » والى مشاركة المرأة في كل مجالات الحياة
العامة » ناسبا كل تآخر الامم الاسلامية الى تحجب المرأة الذي
ضيق عليها نطاق حياتها » فضاق معه تفكيرها » وشل من جرائه
تفكير الامة فأصابها الخمول والتزمت ؛ ومن ثم اضعف حركة
التقدم ومجاراة المدنية الحديثة المنطورة » لعدم مساهمة المرآة في
ثيء من ذلك وقد قامت القيامة على قاسم امين ودعوته » واتهم
بالزندقة والكفر » حتى لجا المسئوولون في البلاد العثمانية الى منع
تداول كتايبه خوفا من تأثيرهما على الجيل الجديد » نساء ورجالاء
مما اضطرنى الى قراءته تحت اللحاف وتخباأته في فراثى » ولا
ادري كيف وصلتنى نسخة منه وكنت اعدها لقطة ثمينة ‎٠‏ واذكر
هنا اننى كنت في نحو الخامسة عثشر من عمري حينما تلقيت كتابا
من سيدة في مصر ( ويفونني الآن تذكر اسمها ) تدعوني فيه الى
اعتناق حركة نحرير المرآة » والثورة على الظلم الواقع عليها » وقبل
كل شيء الى نبذ هذا الحجاب الذي بحجبها عن العالم ويقوم دليلا
على عبوديتها ‎٠‏ وقد شعرت حينذاك بشيء من التكريم في توجيه
هذه الدعوة الى وشعرت بشىيء من المسؤولية فيخدمة قضية المرأة»
ولا ازال الى اليوم » وانا في هذه السن المتقدمة » احس بثورة
نمسية كلما رأبت ظلما بقع على المرأة » لانها امرأة » ف اية ناحية من
نواحي العالم » وخصوصا في بلادي » كما اشعر بالغيطة العسقة
4
تاريخ
1978
المنشئ
عنبرة سلام الخالدي

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed