جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 90)

غرض

عنوان
جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 90)
المحتوى
بيروت من هجرة دامت سنة في قرية من قرى الزبداني ‎٠‏
ومنذ اللحلة الاولى التى 'نعرفت فيها عليه شعرت نحوه
بالاحترام والمهابة » فقد كان فوق السبعين من عمره ولكنه كان
ببدو اكبر سكا في مشيته المتمهلة وجلسته المنحنية وكلامه البطيءء
وبداأ يعطيني ساعة كل يوم يزو“دني فيها من بحر علمه الغزير بما
بقو”م اعوجاجي ويضعني على الطريق الصحيح ‎٠‏ واذكر انه لم
بعترف بما كنت قد انلقيته قبلا من قواعد ؛ وما درسته من ادب
عربي ف المدرسة ؛ بل اصرت على ان يبرجعني الى المبادىء الاولية
في الصرف والنحو » ويمسك بيدي خطوة خطوة في تعلم اللغة
وادابها ؛ واصر* على حفظي لالفية ابن مالك » ومع انها لم تنل من
نفسي قبولا فقد عكفت على حفظها اكراما له دون رغبة مني » ولهذا
كنت لا افتحها وابادر الى حفظ بعض الاشعار منها الا حيئما المحه
من بعيد من نافذة غرفتي آنيا على مهل نحو البيت ء وكان يكتفي
مني بذلك ويبدأ في الشروح التي كنت استمع اليها بلذة تنسيني
عدم ألفتي للالفية ‎٠‏ وقد اخبرني انه هو الذي اقترح اطلاق اسم
الآنسة على غير المتزوجة واسم العقيلة على ذات الزوج٠‏ ولم يجرب
بوما ان يعطينى درسا ف الانشاء » بل ترك لي اختيار الاسلوب
الذي اشاء » بعد ان اتعرف على كتابات الكتكاب واشعار الشعراء
من المتقدمين والمتآخرين » وقد سايرني كثيرا في الاطلاع على ما
كنت ارغب فيه من تفسير لغوامض كان يغلق علي فهم معانيها ‎٠‏
‏فكان تفسير بيت من الشعر القديم مثلا » كأنه اطلاع على عالم
جديد في الادب » بل على حياة القوم الاجتماعية في تلك الايام ولم
اشعر انه ضاق مرة بما كنت استزيده من التفسير بل كان يسترسل
4
تاريخ
1978
المنشئ
عنبرة سلام الخالدي

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed