جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 101)

غرض

عنوان

جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 101)

المحتوى

بل كان بينهم من طلب حمايتها ‎٠‏ واذكر ان جمال باشا التقى والدي
مرة في حفلة اقيمت على شرفه » من قبل بلدية بيروت في حديقة
البرج في اوائل قدومه الى البلاد » والتفت اليه شامتا يقول «أرأيت
ما يقوم به اصحابك الاصلاحيون » ‎٠‏ فأجابه ابي : «والله با باشا
ان بين الاصلاحبين الصالح والطالح » كما ان بين الاتحاديين الصالح
والطالح » وهذا امر لا يستدرك في ابة مؤسسة وطنية» ‎٠‏ فسكت
السفاح ولم يعجبه الجواب طيعا ‎٠‏
ولكن الامر لم بقف عند هذا الحد ويظهر انه اسر"ها في نفسه
حتى اذا ما عاد ابى من استانبول في عطلة مجلس المبعوثان ووافانا
الى « بقين » قرية هجرتنا فوجئنا » ونحن تنناول طعام السحور في
رمضان احد ايام الصيف » بالباب يطرق طرقات عنيفة واذا بمدير
بوليس بيروت التركي » ومعه العديد من رجاله بكامل اسلحتهم
بطلبوالدي لمواجهة جمال؛ومن بيقدر ان يصفرعينا جميعا وهلعنا
الصامت » ونحن ننظر الى ابي يرتدي ثيابه ويأخذ حاجياته بصلاية
مدهشة » وقد حتكم على اخوتي عدم مصاحبته » ومنعهم منعا بانا
من مرافقته ولو لبضع خطوات خارج المنزل » وقد اجهشنا جميعا
بالنكاء » بعد ان تركنا » ونحن تتذكر كيف أن امى وضعت امامه
مفاتيح البيت ف بيروت لعله بحتاج اليها » وكيف رفضها بابتسامة
ساخرة وكأنه بقول : « وهل انا سأآرى المنزل بعد اليوم ؟ » 8
وقد سمعنا من والدي فيما بعد انه بوصوله الى الطريق العامة ؛
بين بيروت ودمشق » التقى موكب جمال باشا ذاهبا الى الشام »
فتوقف جمال وتوقف مرافقو والدي » واشار جمال الى مدير
البوليس ليدنو منه » واسر” له بضع كلمات » فرجع هذا الى حيث
١١١١

هو جزء من

جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين

تاريخ

1978

المنشئ

عنبرة سلام الخالدي