جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 102)

غرض

عنوان
جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 102)
المحتوى
جلس والدى في عربته وقال له : « ان الباشا اعطانا الاوامر بأن
نميء لك اسباب الراحة » الا ترى ان تنزل وتسلم عليه وتششكره
على لفتته هذه ؟ » فرفض ابي قائملا : « انني لم اعتد التزلف لأحد
في حياتي دعنا تتابع طريقنا » ‎٠‏
اما نحن ؛ فلم تمض علينا ايام معدودات » حتى كنا قد اكملنا
كل استعدادنا وشحنا مفروشاتنا الى بيروت » وتركنا بقين نهائيا »
راجعين الى يتنا في المصيطبة ‎٠‏ وكنا نعلم ان مصير ابي كان في
الديوان العرفي ف عاليه » كما كان مقر جميع من اتهمهم جمال »
ومنهم من رفاق ابي ؛ ومنهم من لا يمتون الى الحركة العربية بأية
صلة ‎٠‏ وكان الديوان العرفي في عاليه يبعث القششعريرة في تفوس
الناس لمجرد ذكر اسمه : وكأنه مثال عن دبوان التفتيش في القرون
الوسطى » فهو رمز للظلم والتعذيب وسوء المصير ‎٠‏ وقد اقامه
جمال للمحاكمات » صوريا » ولكنه كان يصدر الاحكام على
الاشخاص المتفق على درجة الحكم عليهم مسبقا » بل ان الاكثرية
منهم كانت تحكم دون محاكمةء وكانت تصدر عنه احكام الاعدام»
والنفي » والتشريد ؛ للعائلات بالجملة ‎٠‏ وقليلا ما سمعنا الاحكام
بالبراءة » او وصل الينا تفصيلا ما يجري من مظالم وراء جدران
ذلك السجن الرهيب وما بلاقيه نزلاؤه من تعذيب تصل اصداء
الصراخ فيه الى اذان الجيران ولو كانوا على بعد منه ء
وبوصولنا الى يروت + عمد اخوتي الى حرق جميع ما
عندنا من اوراق » او وثائق » او جرائمد او رسامل ؛ مع انني اعلم
جيدا انه لم يكن لدينا أي مأخذ سياسي ‎٠‏ ولكن الحجة التي
اقاموها ان اعوان جمال اذا وجدوا شيئًا من الاوراق » فلبينما
١١
تاريخ
1978
المنشئ
عنبرة سلام الخالدي

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed