جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 215)
غرض
- عنوان
- جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 215)
- المحتوى
- 
                        اليجرة
 ولما اشتدت الاضطرابات ؛ وتوالت التعديات علينا مسن
 اليهود » ووضعت حواجز الجيش الاتكليزي على الطرقات » وتوتر
 الجو بيننا وبين حيراننا في مؤسسة المدرسة الزراعية للبنات
 اليهوديات ,» وكانت ترأسها مسز بن زف التي اصبح زوجها اول
 رئيس جمهورية لاسرائيل » ولم يكن يفصل بيننا وبين هذه
 المدرسة الا حاجز من الاسلاكء وكان حراسها يقذفوننا ليليا بطلقات
 يرد عليها حراسنا » وبمتنع علينا النوم . كما يتملكك الفزع اطفالنا »
 الذين اصبحوا يذهبون الى مدارسهم بالسيارات المصفحة » وقد
 بعودون احيانا وهم برتحفون رعبا للا قد يصادفهم من الحوادث
 المؤلمة في طريقهم » وكنا نسمع عن اعمال القصف التي تتعر“"ض لها
 البيوت يوميا » فتتهدم وتصبح انقاضا ٠ كما ان تبادل النيران
 كان لا ينقطم ليلا ونهارا بين المستعمرات اليهودية والقرى العربية
 القريبة من منزلنا في الكلية العربية » وكذلك بدأت الاغتيالات
 تنبادل » فهنا طبيب يهودي بيغتال فلا تمضي ايام او ساعات حتى
 بتال الاغتيال طبيبا عربيا » وما ان يصيب القنص استاذا جامعيا
 من جهة حتى يصاب آخر حالا من الجهة الاخرى ٠ واذا صدف
 ان خرجنا لحاجة ملحة من منزلناء فاننا لا نخرج او نعود الا ونجتاز
 الحديقة زحفا » تحسبا لما قد يصيبنا من طلقات جيراننا الذين لا
 بفصل بيننا وبينهم سوى حاجز من الاسلاك » كما سبق وذكرت ٠
 فلم ببق امامنا الا الرحيل وكنا نحسبه مؤقتا ٠ ولما عزمنا عليه وحان
 حينه اتقيضت قلوبنا » وتهاوت منا الاعصاب » وما كادت السنيارة
 التي انت لتنقلنا الى سيروت تصل الى باب المنزل حتى امتلات
 عيناي بالدموع » وصرت اخرج من الباب ثم اعود فأتفقد الغرف
 "1
- هو جزء من
- جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين
- تاريخ
- 1978
- المنشئ
- عنبرة سلام الخالدي
Contribute
Not viewed
 
                                
            