الهدف : 404 (ص 14)
غرض
- عنوان
- الهدف : 404 (ص 14)
- المحتوى
-
«موضوع الغلاف
«إتشتبك معنا في كل شبر ومن الواضح ان الشباب كانوا في كل
مكان ٠٠١ وقريبين جدا من الدبابات العمياء وبالفعل حين
اخذت الدبابات تتقدم » اشتبكنا معها ٠ وفجأة حدث ما لم
يكن في حسابنا ٠ اخذت مدفعية الدبابات وقذائفها تفتنك
بالبيوت فتكا اعتباطيا » وحشيا » دونهما تمييز ٠ وكان
المنظر مروعا وبعث فينا الشلل ٠٠١ كانت الدور تسقط وكنا
فجأة نرى بين الركام غير المنتظر اشياء الناس الخاصة
والصغيرة ولكن الحميمة ممزهة واحيانا دامية ٠٠١ ووسط
ذلك الجحيم اخذنا نسهع اصواتا ٠٠١ يارفاق انقذونا لل
.انجرحت يا رفاق قتلني الجيش يا رفاق ٠٠١
واندفعت الدبابات كوحوش عمياء من الفولاذ تخرق
الشارع باتجاه دوار مكسيم : ويبدو ان الصدمة كانت مروعة٠
اذ اخذ الرجال ينسحبون امام الدبابات وبدا لنا ان المفاجأة
فعلت فعلها وكادت الفوضى تعم ٠ وفجاة حدث شيء نادر :
اندفع احد القادة الى شارع الحسين وطلب من القاتلين الذين
كانوا آخذين بالانسحاب زرع الالغام وبناء سدود ممن
السيارات وانابيب الغاز وتنكات البنزين وقد ارسل ممسن
يحضر سيارتة ودفعها بنفسه مع اخرين وسط الطريق ٠٠١
وفجأة دبت روح عالية في الطريق واخذ الرجال يعودون وصاح
القائد : « ساعتين بس يا جماعة ٠٠١ والله حنديهم درس
عمرهم ما حينسوه ٠ » ٠٠١
ومن بين البيوت عاد الشباب مع مدافع ( ر ١ ب١٠ ج٠١ )
الى دوار مكسيم ولا اعرف ان كان هذا القائد قد عاد معهم ٠
وقد انقلب دوار مكسيم الى جحيم لا يتصوره عقل ٠ واخذت
الدبابات تتقهقر.بسرعة ( كان حجمها كبيرا وحين هرولت
متراجعة بدت مضحكة ) ٠ وقد أخلت كل المنطقة وعادت
الى مراكزها الصباحية قبل المعركة واخذت تقصف من
هناك ٠٠٠ البيوت المحيطة بدوار مكسيم حيث لقناهم درسا
فريدا ٠
ووسط الهدوء النسبي تراجعت مع مجموعتي وقد
شهدت مجموعة من القادة يخرجون من مبنى احدى المنظمات
ثم ما لبثوا ان تفرقوا ٠ وشاهدت قائدين يسيران معا مشيا
على الاقدام وحين رآني احدهما ضحك وقال لي : ( يعطيك
العافية يخوي ٠ هربوا ال ( ٠٠0 ) وعادت الدبابات الكرة في
حوالي الساعة الواحدة ظهرا واتجهت نحو دوار مكسي مم
من الطرق ابلوازية للطريق الرئيسية ومن بين البيوت » ووقفت
اربع دبابات ٠ وظلت واقفة ١0 دقيقة دون حراك ٠٠١ وفجأة
انطلقت قذيفتا ( ر١ بء٠ ج٠ ) من مكان قريب والتهومت
النار اثنتين واخذت الاثنتان الباقيتان تنسحبان على التو
وهما تطلقان النار ٠٠١ وكنا نعرف انهما فوجثتنا وانهما
ستعودان » وانسحبنا من المكان الذي اطلقنا مند القذائكف
وفعلا عادت الدبابتان واطلقتا صواريخهما نحو البييوت
المجاورة ٠ هدهوا واحدا بصورة كاملة وقتل صاحبه تحت
الانقاض فيما ظل اطفاله الثلاثة احياء ٠٠١ وجلسوا على
الركام وحدهم ٠ وكان منظرهم محزنا وكنا نشاهدهم دون ان
نقدر على الوصول اليهم ٠ وظلت الدبابات تتقدم ودمرت
كل السيارات الواقفة هناك مثل وحش اصيب بانهيار
عصبي ٠
0
( من اغنيات اللقاومة )
واستدارت الدبابتان وعادتا الى قرب مكتب القيادة
العامة ٠٠١ حيث كان الاطفال الثلاثة جالسين مذهولين بنوخ
من الاغماء الحزين ٠ وفجأة اطل ابو حسمين من وراء الركام
مباشرة خلف الاطفال واخذ يناديهم ٠ ولكنهم لم ياتفتوا
اليه ٠ واخيرا وصل اليهم فجذب احدهم فحره وتناول ادق
الاخرين الصغيرة واختفوا جميعا ٠ عندها اطلقنا قذيف
كان الجئد
البذو يعمدون
فدائي هآ اهاب الموت إلى كسر ,
هو الموت كم مره اصابع الاطفال
برشاشي ٠ انا ماشي السا0
مر : 2 7 7 قادرين « حين يصيحا البروكي ما في عوكي
علق 6 ا كلاشينكو في سابكني ؛ يطير من شوكي
كات حين يصيحا البروكي وتحين النزله يا يما
فدائي ما بكلمهم السلاح 1 4 :.
ال اد | المستقل أ نتسابك انا ورفيكي ونهز سلاحنا يا يما » ٠
بغير النار والمافع ١ يؤبر للديلي تيلفراف من اغاني المقاومة
واحدة وفورا' اخذت الدبابة الاخرى تدور حول نفسها وتطلق
النار بجنون على البيوت المحيطة بها ٠ وحين صارت على
مسافة كافية اطلقت حوالي عشرة صواريخ وهدمت بيوتا
كثيرة ٠
في الوقت ذاته اخذ طابور جديد من الدبابات يعود
لحاولة خرق دوار مكسيم ولكنه تقهقر من جديد امام المقاومة
الضاربة ٠ وتراجعت الدبابات وراء الدوائر واخذت تشكيلا
خاصا » واخذت تضرب الطريق العام » طريق الدحسين
شبرا شبرا: ٠٠١0 بالمدفعية كي تدمر الحواجز وتفجر الالغام
المزروعة ٠ وقد شبت النار على جنبات الطريق وفي كل مكان
على طول الحي ٠ وظل الفداثيون في امكنتهم وكنت اسمع
انينا في كل مكان حين طلب مني ان اعود الى المخيم ٠ كنا
نتوقع حربا في كل بيت ٠
بدأ قصف المخيم مع وصولي اليه وطوال العصر عجزت
الدبابات عن اجتياح دوار مكسيم وانهالت القنابل على المخيم
دون رحمة ومثل مطر من النار ٠ فجأة يفقد الموت معناه ٠
وينتاب المرء شعور بأن الناس انما ينامون ويرتاحون على
قارعة الطريق ٠٠١
الموت والدمار ٠ الغبار ٠ البارود » الدم الجاف الذي
يشبه وحلا احمر اللون ٠ الوجوه الصفراء ٠٠١ الرعب ٠٠١ كل
ذلك يضحي خلال ساعات قليلة عادة يمكن للمرء ان يتعايش
معها ٠ افرزنا وحدات خاصة ٠ ونقلنا معظم القتلى والجرحى
الى المدارس والى مراكز تموين وكالة الغوث ٠
وكنت في أمسن الحاجة وفي حوالي الخامسة مساء لذلك
الاهر الذى تلقيته من قيادة الجبهة ٠٠0١ اذهب الى بيتك
ونم جيدا الليلة » نحتاجك غدا ٠٠١ طوال النهار ٠٠١ غدا ؟
من يدري ٠٠١
(9/٠ -9-1/ الجمعة
مرة اخرى اليوم جعلناهم يعؤدون من حيث اتوا ٠ وقد
انتهى النهار دون ان يستطيعوا خرق دوار مكسيم الذي تحول
الى مرآب مليء بالفولاذ المحروق ٠٠١ كان القصف مرعبا
اليوم ٠٠١ وانهالت القنابل على المخيم العاجز عن حماية
نفسه من هذا الموت الهابط من الفضاء ٠٠٠
ابرز ما حدث ان مكبرات الصوت استخدمت لدعوة
الفدائيين للاستسلام وقد انهال.الرصاص بصورة اخررست
ذلك الصوت البشع وحيث تقدمت الدبابات عند الظهر
تخفي وراءها جنود ابلشاة ٠ كان عليها مرة اخرى ان تتوقف
اهام دوار مكسيم ثم بدأت بالتراجع ٠٠١
لدي شعور بأن هذه المعركة معركة طويلة جدا ٠ وقد قال
لي ( ز ) اليوم ان لدينا من الذخيرة ما يكفي لقتال يمكن ان
يمتد ثلاثة شهور ١٠ اما الطعام فقال انه يكفي الان ولكنه
طلب ان نفكر بخطة للحصول على المزيد منه اذا استلزم
الامر ٠
( ق ) كان خائفا اليوم ٠ وقد شعرت بالحزن حسين
رأيته يخجل من نفسه عندهما اكتشفنا انه يمضي نهاره
مختبئا وقد فكرت فجأة في معنى الشجاعة ومعنى الجبن ٠
واعتقد انني سأكتب فيما بعد عن هذه الكلمات الفذة التي
لا معنى لها ٠٠١ والتي نستخدمها لوصف مشاعرنا في موقف
ها ٠ ولكن بعد خروجنا منه ٠
انا اليوم متعب جدا ولا اعرف ماذا يجري في بقية عمان
او باقي اللان 6 لا اعرف ماذا يحدث للرفاق 6٠, والان وو
'وانا انظر لاصابعي تكتب على ضوء الكاز اتساءل : كم من »
0 - هو جزء من
- الهدف : 404
- تاريخ
- ١٦ سبتمبر ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 1377 (14 views)