الهدف : 408 (ص 22)
غرض
- عنوان
- الهدف : 408 (ص 22)
- المحتوى
-
لاثقافظ |
البىيد التاق
0 نغ مم 59 ٠ اث م ||
دياب ربيع شجرة زيتون تنمو في شارلوت
دياب تلك آلشجرة الصلبة الباسقة التي اقتلعتها العواصف العاتية »
عواصف البغي والظلم والارهاب » يوم كانت غضة يائعة » فكانت
[ ]| ( شارنوت ) مقرا جديدا لها » ورغم ذلك فما زالت تفوح برائعة
الارض والوطن الاصلية » برائحة التربة الزكية التي نشأت بها وعليها رأت
نور الحياة * ٠
في نفس العام الذي ولد فيه شاعرنا الناضل « كمال ناصر » » ولد
شاعرنا الكبير في بكر زيت الحبيبة الصامدة » ذات الصبر ابتعجز والغضب
المقدس ,
وتعفر كلاهها بترابها وتروى الاثنان من مياهها العذبة وجلسا تحت
اشجارها آلوارفة متمتعين بجمالها الآخاذ وبقيا هكذا الى أن فرقهما الدهر
فكانت ( نورث كارولينا ) مقرا لشاعرنا الاول وكانت الثورة الفلسطينية
المسلحة مقرأ لشاعرنا الثاني الى آن كتب هذا الاخير بالرصاصس يوم ان
اطلق مجموعة من الكوماندوس الصهيوني ليلة العاشر من نيسان خمسة
عشرة رصاصة في شقته في شارع فردان ببيروت ٠
وفي مدارس بثر زيت تعلم الشاعران اللمرحلة الابتدائية والثانوية ولا غرو
فقد كانا صديقين حميمين » لذلك عندما أتحدث عن كهال لا بد وآن اتحدث
عن دياب واذا ها تحدثت عن دياب كان لزاما علي ان اتحدث عن كمال ٠
ولد شاعرنا في بيئة وطنية عرفت قيمة الارض فكان والده فلاحا كبيرا
يتبادل الحب مع الارض صباح مساء وكثيرا ما كان يحض شاعرنا على كب
الارض والوطن ء ويروي لنا دياب كيف كانوا يستقبلون الثؤار المجاهدين
هن القرى المجاورة من آمثال عطاره وابو قش ودير غسانه وعين سينا ( بلدة
المناضل الشهيد عبد القادر الحسيني ) وغيرها من القرى القريبة من بكر
زيت ٠ ولقد كانت علية والد دياب مقرا لهؤلاء المجاهدين وكثيرا ها كان
دياب يجلس اليهم ويحدثهم ويحدثونه وكان يومها في ريعان الصبا حتى ان
البندقية كانت تطوله ويقول دياب : « كنت اذهب مع والدي الى - وادي
البلاط » وهو واد سحيق تكسوه اشجار الزيتون والسنديان » لتقديم الماء
والغذاء للمجاهدين » ٠ وهناك في وادي البلاط تعلم دياب على فك وتركيب
البارودة » ويشترك دياب في اكثر من عملية عسكرية الى ان وقع اسيرا في
ايدي القوات البريطانية » ولصغر سنه فقد سهجنوه في بئر سحيقة كانت
معتقلا للاشبال هن أمثاله ٠
ويكبر ( دياب ربيع ) وتكبر الثورة ويكبر عنفوان الغضب في نفسه
الابية وتأتي الحرب العاللية الثانية لتقمع الثورة الفلسطيذية المسلحة لاجبل
غير مسمى وفي اؤاخر سنة سبع واربعين وتسعماية والف سافر دياب الى
الولايات المتحدة في مهمة صحافية لجريدة الشعب آنتي كانت تصدر في يافا
آنذاك وهناك التقى دياب بفارس الخوري ممثل سوريا في هيئة الامم المتحدة
وكان يزوده بأخبار ومعلومات نشرتها « الشعب » في حينها وكان هذا مسن
الاسباب التي دعن قوات الاحتلال البريطاني الى أغلاق الجريدة المذكورة ٠
ويبقى شاعرنا في أمزيكا عند عمه ينتظر آلعودة الى بلده فلسطين وكان
على اهبة الاستعداد حازما حقاكبه مشتاقا الى وطنه ٠
وتمر الايام سريعا ويبدأ النضال والصراع وذلك باللواجهة اليومية مسسع
التجمعات والعصابات الضهيؤنية فعمل محاضرا عن آلقضية في اكثر هن ناد
وهقر اجتماعي وهذا ما دفع السلطة » بالتحريض من الصهاينة » الى اتخاذ
* هذه القالة فصل من كتاب « في ربوع الشمحس »© الذي سيصدر قريبسا
للكاتب حلمى الزواتي ٠
©
الاجراءات اللازمة لتهجير شاعرنا ابلناضل » ولولا وجود السناتور الا
الراحل « كلايد هوي » ممثل نورث كارولينا في مجلس الشيوخ لتم ذلك
وقد قدم كلايد هوي احتجاجا في احدى جلسات مجلس الضيوخ مطالبا بابقا,
الصهاينة : والذي ارجوه لك السلامة وطيب الاقامة وكن على ثقة تامة
انك لن تغادر هذا البلد الا على جدثي » ٠
وتبدا المسؤوليات بالتراكم حيث الدراسات في آلقانون والعمل من ال
مساعدة الاخوة الصغار والوالدين آلشيخين في الوطن ٠ 3
ومن هنا عمل شاعرنا بالتجارة ووفق بين الشعر والتجارة ولم تست
الغربة بقوتها ووحشيتها وجبروتها ان تحني رأس دياب ولكنه بنفسه الكبيرة
الابية ذلل الصعاب وحطمها على صخرة صبره وجلده ونضاله وسهره الدؤوب »
لم تستطع الغربة ان تحول بينه وبين اهله وشعبه ووطنه فكان يفنم
لهم عن بعد كأنه بينهم ودحقا فقد كان بينهم بقلبه وجوارحه وهذا يد
في قصائده الكثر ألتي نشرتها الصحف العربية في اللشرق وفي امريكا
امثال « السهير » لصاحبها الاستاذ « ايليا آبو ماضي » و « البيان #
لصاحبها راجي ظاهر ٠
وحتى نتعرف على دياب الشاعر والمناضل علينا آن نغوص في ذ
ونسبر اعماقه ونقرأ اشعاره المتمردة الغاضبة ٠, 3
الحقيقة أن الغربة كان لها اثر كبير في نفس أتشاعر وان للبعدٍ ه :
عميقا في وجدانه فجاءت قصائده مثقلة بالحنين الى الارض والوطن فيقول ؟
وغيري يشرب العز والرضا اجنبيا
وتهن الرمال فيها اليا
اشرب الذل في الكدود
اسمر تعرف الصسحاري ايهابي
ان القارىء لشعر دياب ربيع وبخاصة “الممحص واللتفحص » يجد فييه
نغمة عربية صادقة تنم في لبها عن شاعر وحدوي عربي يعيش في قلب
الاحداث في اولها لاخرها فجراح فلسطين جرحه الدامي » وتمزيق الامة العربية
والوطن الكبير سهاده الطويل » وعندما قام جزار عمان سليل بيت الخيانة
باكبر مذبحة عرفها القرن العشرون » يوم ان دك بالمدفعية الثقيلة مخيمات
شعبنا الفلسطيني في البقعة والوحدات وجرش ٠ وماركا والحسين وغيرها
الكثير » وقف دياب ربيع خلف اللحيط الاطلسي وارسل هذا الانذار الى
العمدا, القاتل :
شعر : حيدر صالح
يا من طفى منكا عنى افراحكنا
إخطفت عن ثغر الزمان مسرة
يأتيك يوم بالحساب فتنحني
ويدوسك الاكرار تحت نعالهسم
في كل قبر قد حفرت لما جبد
اوبعت فيها الكمقد ولآلاما
كانت عروبتها عليك ذمامها
خجلا وتأتي تلثم الاقدامها
ويعف تتى الدود عنك طعاها
من دون ها تدري حفرت وساما
كنت لا شاء لي آلدهر النوق
ويقول
فلسطين الحبيية هل اراك
اعود اليك في عزوات شوق
واكبس عنك اناتي ب بقليسم
أيسكنك الغرييب وصرت دارا
توهفدت القيادة واستعدت
اتهنى قبل ترحالي ايابي
لسار ا اماس يات وو 1 ا
ميسورة وبالذات من اهريكا لأن شاعرنا يحمل رثيقة سفر امريكية فيقول ؟
أتسالني الرجوع الى بلادي
أشاهدها فتجهار في خيالي
وها بعدت وفي قلبي هواهها
فكيف اعيش في نفسي بنفسي
ولا قربت وفي الفرب ابتعادي
واسمع غير نبضي في فؤادي”
ليذكر الاجيال بالامل الذى خنئنقت يداك بنوره الاحلاما
دياب ربيع » عدا كونه شاعرا عربيا مرهفا فهو صاحب رسالة طلائعية
تجد في شعره آمال وآلام الامة العربية بوطنها الكبير فالذي يؤبله ههو
التمزق والتفريق (الذي يأمله هو الوحدة ورأب الصدع والانتباه الى الخطر
الكبير الذي يلم بالوطن العربي » وهنا نجد دياب استاذا يلقي محاضرة في
تلاميذه او مهندسا يرسم مخططا لعملية البناء الشامل وفي مفهومي شخصيا
لم اجد من امثال دياب ربيع سوى القليل من شعرائنا آلذين يشخصون
انداء ويضعون الدوآء ٠
فالامة العربية من محيطها الى خليجها تعاني من مشكلة اسمهما
الخلافات الشخصية وكأن الؤطن العربي جسد مصاب بكل الامراض النفسية
والخبيثة ففي كل يوم تجد قرحا جديدا ومن النادر ان تجد دولة عربية على
حسن جوار مع الدولة اللجاورة الاخرى » وهذا يعود طبعا آلى المرض الفبييث
الذي ينخز جسم هذا الوطن ولعله حكام هذه الدؤل الذين لهم "كبر دور في
تمزيق هذا الجسد وذلك بالتواطؤٌ مع الامبريالية والصهيونية العامية
وضرب الاحرار واللمناضلين من جهة اخرى » وهذآ هو دياب ربيع الشاعر
يشخص الداء ويصف الدواء فيقول :
أفتح بالوردة نجومه
أصباح الصحراء من يعتقل الريف ألبحري »
وأقود قطيع الاعشاب وضوء الفجر الطالع
لنهر جنوني ٠ من أفق همومه ؟
احرق أغصان القبلات لما
وأنزع عن رأس الافعى من يحتفي بالنار ؟
تاج الجمر ٠٠ بالالق » اللوج
لاصافح برق النسيان ٠ وبالاسحار ؟ ,,١
أغسل جوعي بالبارود : ٠١ من يزرع الاشجار
وآفتح انفاقا للفقراء في قلبه
وحزني ٠ ويهدم الجدار
من يصغي لحفيف اللوت القادم ها بيننا وآلموت ٠,٠
في ثوب النوم ؟ ويركب الاسفار ؟
رو من يصنع من أخشاب الوقت بيروت ٠
الامبريالية في رحلة العار والخيانة والارتماء تحت احذية العدو الصهيوني »
وكأن رجوع فلسطين لا يكون الا ببيعها » وكأن الاعتراف بالكيان الصهيؤني
هو الطريق الحقيقي لارجاع الارض والمقدسات وفي هذا اللمجال تحدث منذ زمن
طويل شاعرنا الكبير ابو سلمى في قصيدته « جراح فلسطين » وكأنه يعلم بها
سيحدث او الاصح ان التاريخ يعيد نفسه وان ( انور الخيانة ) هو ليس
ا ا فقال ابو سلمى :
قل لمن اعهفوا على اسذ الابئس من كان عن العزاشاكف
اسم شعيبي كبا لكنهم ظلمرة غم يرج ون فلائنبا
ان تسليم بلادي للعدى جعلوا مئه انتصارا ونجاهيا
وأها شاعرنا دياب ربيع فقد قال :
فلسطين الحبيبة كيف انسى
هزيمتك التي عقدت بنصددر
وهكذا فجراح الوطن النازفة المعذبة سبدو من غضب الشاعر الاصيل الذي"
يتسلسل في موسيقاه العذبة ذات الغضب المقدس » تارة على الاحتلال وتارة
على الانظمة الرجعية الفاسدة اساس تهريب الحشيش وبناء القصور
الشامخة فيقول
أذ ع ديد اقيق يا وصني وكم برل اقزر
فالاجنبي له الصدارة من اللجالس والقصور
لكن بنيك محرمون عليك من دق اللرور
ويقول ايضا :
الوفدة الكبرى وليس بغيرها
ان كان دجلة لا يفيض بمائكه
لن تستقر بنا الحياة عروبة
اختان تحتدم القلوب اليهوهما
ويقول ؟
هذي بلادك ايها العربي
هذي بلادك كنت من نجد
هل انت غير انا
او أنت غيرك في العراق
من هذه الدنيا انطلقنا
نبني لنا بين الشعوب مقاما
من اين يا بردى تبل أواهما
الا وبفناد تنابي الشامما
في هصر حبا ايقظ الاهراهما
من أمد الدهور
او القدس الطهور
وان سموك لبناني وسوري ؟
وبين اهلك والحضور ؟
أمة خلف البحور
واها عن الحكام السدنة عبيد الاهبريالية ؛ وكرآس مصاتحها »2
اللتواطئين
نكن ابناؤك في مكنتننا
لا تلومفي مجرم ا شردز 0
انعم الله عليههم ثثلروة
ويقول ايضا :
ساهسسر لماي انامي أفة
زعماء كنت لولا بفيهم
هكذا شاءت ككومات
مع أعداء عروبتهم وشعوبهم فيقول ايضا :
لم نهد اقسى من الأم الرؤوم
عن شمانا بل ملؤك العرب لومي
ضاقت الشهوة عنها بالجسوم
قاد ها نحو الفناء الفيوف
جنة ها دنستتهاالإثئن
وذامنت ن مزقت فقت:
ومن آخر ها كتب شاعرنا كان عن الخطوة الجبانة التي قام بها ربيب
تضحي دون عزتها بصضفر
« فانور » بآت في مصر يفني على النفم الذي أودىق بهصسر
يهودي يساوم في علاهها ودخفطو خط وة الذكب الاشر
ولعل مأساة دياب ربيع امسجدده يوميا بي اللواجهه اللجسده مع الاحداث
الدامية والتمزيق التواصل لجسد الامة العربية » كانت أكثر ايلاما يوم ان
وصله خبر استشهاد صديقه الشاعر « كمال ناصر » يوم أن اغتالته يد الاثم
والعدوان في بيروت ليلة العاشر من نيسان سنة ثلات وسبعين وتسعماية والف. »
فرثاه بقصيدة رائعة لم تقل روعة عن دماء كمال التي سالت لتكون نورا
يضيء آلدرب الطويل الشاق لتحرير الارض كل هلارض من النهر الى البحر +
لهذا الهدف عاش كمال ورفاقه ولهذا استشهدوا » ولن يكون لنا سوىق
البندقية بديلا » فليسقط التآمرون وليسقط حملة الاوراق الخاسرة » وليسقط
المقاهمرون ٠
والحقيقة ان القصيدة التي قالها دياب ربيع في الشهيد كمال ناصر »
ليست لكمال » وانما لكل شهيد حمل الرسالة وادى الامانة » وها هي بعضص
ابياتها التي تشف عن معاني بعيدة يصعب على القارىء العادي آن يسبر
اعماقها: ٠
وكان الظن أن لنا حكمهاأاة
والله لو كان الخلود هراتببا
علمتهم حب الديار فديبروا
ان العواصف لا تموت وانمسا
جنبتك في بحر الزمان قصاكد
ستظل موجها هادرا لا ينئني
لعلوؤوت فوق خلودك استشهيبادا
لك مصرعا سيذكر الاجيالا
تطوى ليوم تستفيضش عمادا
كالبهر عمقالا تلين قيادا
حتى ترى الوطن السليب معادا
هذا هو دياب ربيع آلشاعر » عرف الغربة والتشرد منذ نعومة اظفاره
وعاش الام وآمال امته وشعبه ٠
الكويت - هو جزء من
- الهدف : 408
- تاريخ
- ١٤ أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 6819 (5 views)