الهدف : 412 (ص 23)
غرض
- عنوان
- الهدف : 412 (ص 23)
- المحتوى
-
ها زه
منحت جائزة اللؤوتس هذا العام لشاعر فلسطتين الكبير عبد
الكريم الكرمي « ابو سلمى » ٠
اك | وند فرحنا لهذا النبا كما يفرح الاطفال ٠ فابو سلمى جزء من
التاريخ الحضاري الحديث للشعب الفلسطيني » وهو قيمة ثقافية
كبيرة ٠١ كبيرة وثمينة مثلها اؤاني الفخار في خربة قمران » ومثلما
النقوش العربية على جدران قصر هشام في أريحا ٠
يكتب منذ خمسين عاما دون آن ينحني لزعيم او سلطان » يشمخ
بكبرياء مثلما النسور التي تحلق فوق ذرى جبل القرنطل » وفي قصائده
توغل رائحة الليمون » وتلمتع أنصال السيوف العربية ٠
فرحنا من الاعماق ٠ فهذا الاب الطيب يجد اخيرا الانصاف ٠
هذا الاب الرقيق » الذي اصبح شيخا ابيض الشعر » والذي ما زال
يشارك في الثورة ويرفض ان يتقاعد » يفوز بجائزة اللوتس التي
تعطى للادباء التقدميبن الذين قدموآ اضافات الى تراث الانسانية »
ويجد التكريم » فتصبح زهرة اللوتس نيشانا على صدر الثقافة
الفلسطينية ٠
فرحنا من الاعماق ٠
كأنما اصبح التكريم شيئا لا يصدق ٠
وكأنها تأكد لنا من جديد » آن للاديب الفلسطيني حقوقا يجب ان
تحفظ » وكر'مة يجب ان تصان ٠
وربها اصبح من حقنا أن نستهجن ما ينال بعض كتابنا من أذى!!
وربها اصبح من حقنا أن ننظر بدهشة الى حالة التحنيط التي تعيشها
المؤسسات الثقافية لثورتنا ازاء تشجيع الابداع الشاب 2 وتقدير
اشجار الزيتون الكبيرة ٠
آه
ذات همرة كتبت عنه كلمة صغيرة على غلاف واحدة من مجلاتنا
الشهرية ٠
قرأها » فترقرقت في عينيه دمعة ٠ وقال لي : ليس هنالك صراع
اجيال في الادب الفلسطيني » أنتم أوفياء ايها الشباب »© وقد كنا كذلك
عندما كنا شبانا مثلكم »© فاحترمنا أدباء الرعيل الاول ٠
وأشهد انه صادق » وانه ما زال وفيا لادباء ومفكري الرعييل
الاؤل حتى, الآن ٠
فمنذ ثلاث سنوات وهو يلاحكق وينقب عن آثار العالمسين
الفلسطينيين بندلي الجوزي وكلثوم عودة » اللذين هاجرا من فلسطين
الى الاتحاد السوفياتي > وكان لهما اهمية كبيرة في عالم الاستشراق ٠
وقد كلفد الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين » بالسفر
الى موسكو من اجل جمع آثارهما ٠
ونتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها ابو سلمى » تتوفر الان معظم
مؤلفاتهها دصورة على أشرطة وتحفظ في مركز الابحاث ٠
منذ شهرين توفيت زوجته ٠ توقف قلبها عن الخفقان وهي التي
كانت نافورة فرحه ٠,
عاشت معه وتحملت الايام الصعبة ٠
لآب يرفص إن يتقافط
وعندما كنت ازورهها في المنزل الذي استأجراه في دمشق ٠» والذي
اقام مالكه ضدهها دعوى لاخلائه » كانت لا تتكلم ولا تسال الا عن
الثورة » وعن الشباب في جنوب لبنان ٠
وحينيا كنا نسافر معا آلى بيروت او الى احد اللؤتمرات » كانت
تلك اللرأة النحيئة الطيبة توصينا بأن نهتم بوالدنا ابي سلمى ٠ وكان
والدنا يحبها » ويحنو عليها » ولا يكاد يصل الفندق الا ويدير قرم
الهاتف » يتصل بها ويطمكنها ٠
مرضت اللرأة النحيلة الطيبة فجاة ٠
هل يغفر لي الاب ابو سلمى لو ذكرت انه لم يكن يملك ثمن
دوائها » ومصاريف علاجها في المستشفى ٠
كانت رفيقة حقيقية بلشوار عمره » ولقد رحلت الان ٠ وبقي الوالد
وحيدا ٠
بعد نكبة فلسطين اصبح الوالد رهين غربة » وبعد رحيل زوجتد
اصبح رهين غربتين ٠
ماذأ يريد الكاتب الفلسطيني سوى الوطن والديمقراطية والخبز
والدواء ؟
ماذا يريد آبو سلمى في شيخوخته الهادكة ؟
لقد وجد التكريم على الصعيد العالمي » واعتقد ان من حقه علينا
ان نقدم له باقة من الحب ٠
في الارض اللحتلة » يكتبون على احد شوارع تل ابيب « صمتا
عجنون يكتب » ٠٠0١ عجنون هو احد كتابهم والذي حصل عن طريق
الدوائر الصهيونية ونفوذها على جائزة نوبل للآداب ٠ انهم يخترعون
اديبا » لكي يخترعوا ثقافة ٠١ ليقولوا أن لهم وجها حضاريا ٠ زهكذا
يحتبون على لافتة في مدخل آلشارع الذي يقطن به اديبهم « صحتا ٠٠١
عجنون يكتب » ٠
فكيف اذن نكرم ابا سلمى ,٠١ كيف نقدم له كسيرة عب ء
وذرة واحدة من الوفاء ؟
لا نقول حولوا منزل الشاعر الى متحف للثقافة الوطنية واجمعوا
مقتنياته واثاره » فالشاعر لا يملك منزله » بل هو مهدد باخلائه ٠
ان تكريم ( أبو سلمى ) يكون في المساهمة بفك اي حصار عن
الادب الفلسطيني او الصحافة الفلسطينية والمساهمة في توفير حرية
التعبير واحترام الحريات الديمقراطية ٠
ان تكريم ( ابو سلمى ) انما يكون بتغيير الاساليب المتبعة في
التعامل مع الكتاب والصحفيين الفلسطينيين » وبتكريس الخوار
كاسلوب وحيد للتعامل مع رجال الثقافة ٠ وبتوفير كل الوسائل التي
تدكن الختاب والصحفيين الفلسطينيين من الاتصال بالساحة الدولية .
وتحكينهم من انجاز الاتفاقات الثقافية همع الدول الاشتراكية وغيرها
من القوى التقدمية ٠
ان ثورتنا مطالبة بأن تنظر بالتقدير للدور الذي يؤديه الادب
الثوري في العملية الثورية » وفي ابراز الجانب الحضاري لكفاهنا
المسلح ٠ ان ثورتنا مطالبة بأن ترصد جائزة تقديرية لاولئك الادباء
والمفكرين الكبار الذين ساهموا في صنع ثقافتنا آلوطنية » وآن ترصد
جائزة اخرى تشجيعية لاؤلئك الادباء الواعدين الذين سيشاركون في
صنع ثقافتذ' المستقبلية ٠ - هو جزء من
- الهدف : 412
- تاريخ
- ١١ نوفمبر ١٩٧٨
- المنشئ
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
Contribute
Position: 10515 (4 views)